نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 83
بعث بالأشتر إلى مصر ، فهلموا ندعو الله عليه يكفينا أمره ، ثم دعا ودعوا معه [1] . وخرج الأشتر حتى أتى القلزم ، فاستقبله ذلك الدهقان فسلم عليه وقال [ له ] : أنا رجل من أهل الخراج ولك ولأصحابك علي حق في ارتفاع أرضي [2] ، فأنزل علي أقم بأمرك ، وأمر أصحابك ، وعلف دوابك ، واحتسب بذلك لي من الخراج . فنزل عليه الأشتر ، فأقام له ولأصحابه بما احتاجوا إليه ، وحمل إليه طعاما دس في جملته عسلا جعل فيه سما ، فلما شربه الأشتر قتله ومات من ذلك . وبلغ معاوية خبره ، فجمع أهل الشام وقال لهم : أبشروا فإن الله تعالى قد أجاب دعاءكم ، وكفاكم الأشتر وأماته ، فسروا بذلك واستبشروا به . ولما بلغ أمير المؤمنين عليه السلام وفاة الأشتر جعل يتلهف [3] ويتأسف عليه ويقول : لله در مالك لو كان من جبل لكان أعظم أركانه ، ولو كان من حجر [ ل ] كان صلدا [4] . أما والله ليهدن موتك عالما ، فعلى مثلك فلتبك البواكي . ثم قال : إنا لله وإنا إليه راجعون ، والحمد لله رب العالمين ، إني أحتسبه عندك فإن موته من مصائب الدهر ، فرحم الله مالكا فقد وفى
[1] لا يخفى على كل من له الإمام بالأمور السياسية أن الرجل كيف اغتنم الفرصة واستفاد من عمه الناس وبلاهتهم وإيمانهم الضعضاع ونزعتهم الدينية المبنية على المزعمة من غير برهان عقلي ، ولعمرك أن هذه الطايفة وأضرابهم أضر على الدين وأهله من الجيش الكافر الغائر في عقر دار المسلمين . [2] أي في زكاة أرضي . وارتفاع الزرع : حمله إلى البيدر . [3] تلهف عليه : حزن عليه وتحسر . [4] الصلد بفتح الصاد والسكون اللام من الأرض والحجارة : الصلب الأملس ، كناية عن شدة مقاومته وتصلبه في الحق .
83
نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 83