نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 209
ما قد فات ، [ ما ] أدنى ما هو آت ! ويل للمغترين لو قد أزفهم [1] ما يكرهون ، وفارقهم ما يحبون ، وجاءهم ما يوعدون ، [ و ] في خلق هذا الليل والنهار معتبر . ويل لمن كانت الدنيا همه والخطايا عمله كيف يفتضح غدا عند ربه ؟ ! ولا تكثروا الكلام في غير ذكر الله ، فإن الذين يكثرون الكلام في غير ذكر الله قاسية قلوبهم ولكن لا يعلمون [2] . لا تنظروا إلى عيوب الناس كأنكم رئايا عليهم [3] ، ولكن انظروا في خلاص أنفسكم ، فإنما أنتم عبيد مملوكون . إلى كم يسيل الماء على الجبل لا يلين ؟ ! إلى كم تدرسون الحكمة لا يلين عليها قلوبكم ؟ ! عبيد السوء فلا عبيد أتقياء [4] ، ولا أحرار كرام ، إنما مثلكم كمثل الدفلى [5] يعجب بزهرها من يراها ، ويقتل من طعمها ، والسلام . 44 - وبالإسناد الأول عن علي بن مهزيار ، عن ابن أبي نجران ، عن الحسن بن بحر ، عن فرات بن أحنف ، عن رجل من أصحاب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال : سمعته يقول : تبذل ولا تشهر [6] ، وأخف شخصك لئلا تذكر وتعلم ، واكتم واصمت تسلم . وأومى بيده إلى صدره تسر الأبرار وتغيظ الفجار وأومأ بيده إلى العامة . 45 - وبالإسناد الأول عن علي بن مهزيار ، عن الحسن بن علي بن
[1] أي أعجلهم . وفي نسخة : " لزمهم " وهذا أنسب لما بعده . [2] فيه دلالة على أن كثرة الكلام في الأمور المباحة يوجب قساوة القلب ، وأما الكلام في الأمور الباطلة فقليله كالكثير في إيجاب القساوة والنهي عنه ( المرآة ) . [3] أي عيونا وجواسيس عليهم . [4] في المطبوعة والبحار : " لا عبيد أتقياء " . [5] الدفل بالكسر وكذكرى : نبت مر ، فارسيته : " خرزهرة " قتال ، زهره كالورد الأحمر ، وحمله كالخرنوب ( البحار ) . وخرنوب بالضم : نبت معروف ، فارسيته : جنك جنكك ، كما في بحر الجواهر . [6] التبذل : ترك الاحتشام والتصون ، وترك التزين والتهيئ بالهيئة الحسنة الجميلة .
209
نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 209