نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 729
ثم التفت علي ( عليه السلام ) عن يمينه وعن شماله ، وهو على المنبر ، وهو يقول : ألا لا يقولن رجال منكم غدا قد غمرتهم الدنيا ، فاتخذوا العقار ، وفجروا الأنهار ، وركبوا الخيول الفارهة ، واتخذوا الوصائف الروقة ، فصار ذلك عليهم عارا وشنارا إن لم يغفر لهم الغفار ، إذا منعوا ما كانوا فيه ، وصيروا إلى حقوقهم التي يعلمون ، يقولون : حرمنا ابن أبي طالب ، وظلمنا حقوقنا ، ونستعين بالله ونستغفره ، وأما من كان له فضل وسابقة منكم ، فإنما أجره فيه على الله ، فمن استجاب لله ولرسوله ودخل في ديننا ، واستقبل قبلتنا ، وأكل ذبيحتنا ، فقد استوجب حقوق الاسلام وحدوده . فأنتم أيها الناس ، عباد الله المسلمون ، والمال مال الله يقسم بينكم بالسوية ، وليس لاحد على أحد فضل إلا بالتقوى ، وللمتقين عند الله خير الجزاء وأفضل الثواب ، لم يجعل الله الدنيا للمتقين جزاء ، وما عند الله خير للأبرار ، إذا كان غدا فاغدوا ، فإن عندنا مالا اجتمع ، فلا يتخلفن أحد كان في عطاء ، أو لم يكن إذا كان مسلما حرا ، احضروا رحمكم الله . فاجتمعوا من الغد ، ولم يتخلف عنه أحد ، فقسم بينهم ثلاثة دنانير لكل إنسان الشريف والرضيع والأحمر والأسود ، لم يفضل أحدا ، ولم يتخلف عنه أحد إلا هؤلاء الرهط : طلحة والزبير وعبد الله بن عمر وسعيد بن العاص ومروان بن الحكم وناس معهم . فسمع عبيد الله بن أبي رافع وهو كاتب علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) عبد الله بن الزبير وهو يقول للزبير وطلحة وسعيد بن العاص : لقد التفت إلى زيد بن ثابت فقلت له : إياك أعني واسمعي يا جارة . فقال له عبيد الله : يا سعيد بن العاص وعبد الله بن الزبير ، إن الله يقول في كتابه : ( وأكثرهم للحق كارهون ) [1] . قال عبيد الله : فأخبرت عليا ( عليه السلام ) فقال : لئن سلمت لأحملنهم على الطريق ، قاتل الله ابن العاص ، لقد علم في كلامي أني أريده وأصحابه بكلامي ، والله المستعان .