نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 616
عبد الله بن الحسين بن جابر أبو محمد إمام جامع المصيصة ، قال . حدثني عبد الحميد ابن عبد الرحمن بن بشير الحماني ، قال : حدثني عبد الله بن قيس بن الربيع ، عن أبي هارون العبدي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : أصبح علي ( عليه السلام ) ذات يوم ساغبا ، فقال : يا فاطمة ، هل عندك شئ تطعميني ؟ قالت : والذي أكرم أبي بالنبوة ، وأكرمك بالوصية ، ما أصبح عندي شئ يطعمه بشر ، وما كان من شئ أطعمك منذ يومين إلا شئ كنت أوثرك به على نفسي وعلى الحسن والحسين . قال : أعلى الصبيين ! ألا أعلمتني فآتيكم بشئ ؟ قالت : يا أبا الحسن ، إني لأستحي من إلهي أن أكلفك ما لا تقدر . فخرج واثقا بالله حسن الظن به ، فاستقرض دينارا ، فبينا الدينار في يد علي ( عليه السلام ) إذ عرض له المقداد ( رضي الله عنه ) في يوم شديد الحر ، قد لوحته الشمس من فوقه وتحته ، فأنكر علي ( عليه السلام ) شأنه ، فقال : يا مقداد ، ما أزعجك هذه الساعة ؟ قال : خل سبيلي يا أبا الحسن ، ولا تكشفني عما ورائي . قال . إنه لا يسعني أن تجاوزني حتى أعلم علمك . قال : يا أبا الحسن ، إلى الله ثم إليك أن تخلي سبيلي ، ولا تكشفني عن حالي . فقال علي ( عليه السلام ) : إنه لا يسعك أن تكتمني حالك . فقال : إذا أبيت ، فوالذي أكرم محمدا بالنبوة وأكرمك بالوصية ما أزعجني إلا الجهد ، ولقد تركت عيالي بحال لم تحملني لها الأرض ، فخرجت مهموما وركبت رأسي فهذه حالي . فهملت عينا علي ( عليه السلام ) بالدموع حتى أخضلت دموعه لحيته ، ثم قال : أحلف بالذي حلفت به ، ما أزعجني من أهلي إلا الذي أزعجك ، ولقد استقرضت دينارا فخذه ، فدفع الدينار إليه ، وآثره به على نفسه . وانطلق إلى أن دخل مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فصلى فيه الظهر والعصر والمغرب ، فلما قضى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) المغرب مر بعلي بن أبي طالب وهو في الصف الأول ، فغمزه برجله ، فقام علي ( علي السلام ) مستعقبا خلف رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتى لحقه على باب من أبواب المسجد ، فسلم عليه ، فرد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : يا أبا الحسن ، هل عندك شئ نتعشاه فنميل معك ؟ فمكث
616
نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 616