نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 532
يا أبا ذر ، حب المال والشرف مذهب لدين الرجل . قال : قلت : يا رسول الله ، الخائفون الخاضعون المتواضعون الذاكرون الله كثيرا يستبقون الناس إلى الجنة ؟ قال : لا ، ولكن فقراء المؤمنين ، فإنهم يأتون يوم القيامة فيتخطون رقاب الناس ، فيقول لهم خزنة الجنة : كما أنتم [1] حتى تحاسبوا . فيقولون : بم نحاسب ! فوالله ما ملكنا حتى نجور ونعدل ، ولا أفيض علينا فنقبض ونبسط ، ولكنا عبدنا ربنا حتى أتانا اليقين . يا أبا ذر ، إن الدنيا مشغلة للقلب والبدن ، فإن الله ( عز وجل ) يسأل أهل الدنيا عما نعموا في حلالها ، فكيف بما نعموا في حرامها ! يا أبا ذر ، إني قد سألت الله ( عز وجل ) أن يجعل رزق من أحبني الكفاف ، ويعطي من أبغضني المال والبنين . يا أبا ذر ، طوبى للزاهدين في الدنيا ، الراغبين في الآخرة ، الذين اتخذوا أرض الله بساطا ، وترابها فراشا ، وماءها طيبا ، واتخذوا الكتاب شعارا ، والدعاء لله دثارا ، وقرضوا الدنيا قرضا . يا أبا ذر ، إن حرث الآخرة العمل الصالح ، وحرث الدنيا المال والبنون . يا أبا ذر ، إن ربي ( تبارك اسمه ) أخبرني ، فقال : وعزتي وجلالي ، ما أدرك العابدون درك البكاء عندي شيئا ، واني لابني لهم في الرفيق الاعلى قصرا لا يشاركهم فيه أحد . قال : قلت : يا رسول الله ، أي المؤمنين أكيس ؟ قال : أكثرهم للموت ذكرا ، وأحسنهم له استعدادا . يا أبا ذر ، إذا دخل النور القلب انفتح القلب واستوسع . قلت : فما علامة ذلك ، بأبي أنت وأمي يا رسول الله ؟ قال : الإنابة إلى دار الخلود ، والتجافي عن دار الغرور ، والاستعداد للموت قبل نزوله . يا أبا ذر ، اتق الله ولا تري الناس أنك تخشى الله فيكرموك وقلبك فاجر .