responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 1  صفحه : 436


غيره . قال : فأي الخلق أقوى ؟ قال : الحليم . قال : فأي الخلق أشح ؟ قال : من أخذ من غير حله ، فجعله في غير حقه . قال : فأي الناس أكيس ؟ قال : من أبصر رشده من غيه فمال إلى رشده . قال : فمن أحلم الناس ؟ قال : الذي لا يغضب . قال : فأي الناس أثبت رأيا ؟ قال : من لم يغره الناس من نفسه ، ولم تغره الدنيا بتسوفها [1] . قال : فأي الناس أحمق ؟ قال : المغتر بالدنيا وهو يرى ما فيها من تقلب أحوالها . قال : فأي الناس أشد حسرة ؟ قال : الذي حرم الدنيا والآخرة ، وذلك هو الخسران المبين . قال : فأي الخلق أعمى ؟ قال : الذي عمل لغير الله ( تعالى ) يطلب بعمله الثواب من عند الله ( عز وجل ) . قال :
فأي القنوع أفضل ؟ قال : القانع بما أعطاه الله . قال : فأي المصائب أشد ؟ قال : المصيبة بالدين . قال : فأي الأعمال أحب إلى الله ( عز وجل ) ؟ قال : انتظار الفرج . قال : فأي الناس خير عند الله ؟ قال : أخوفهم له ، وأعملهم بالتقوى ، وأزهدهم في الدنيا . قال : فأي الكلام أفضل عند الله ؟ قال : كثرة ذكره والتضرع إليه ودعاؤه . قال : فأي القول أصدق ؟
قال : شهادة أن لا إله إلا الله . قال : وأي الأعمال أعظم عند الله ( عز وجل ) ؟ قال : التسليم والورع . قال : فأي الناس أكرم ؟ قال : من صدق في المواطن .
ثم أقبل ( عليه السلام ) على الشيخ فقال : يا شيخ ، إن الله ( عز وجل ) خلق خلقا ضيق الدنيا عليهم نظرا لهم ، فزهدهم فيها وفي حطامها ، فرغبوا في دار السلام الذي دعاهم ، وصبروا على ضيق المعيشة ، وصبروا على المكروه ، واشتاقوا إلى ما عند الله من الكرامة ، وبذلوا أنفسهم ابتغاء رضوان الله ، وكانت خاتمة أعمالهم الشهادة ، فلقوا الله وهو عنهم راض ، وعلموا أن الموت سبيل لمن مضى وبقي ، فتزودوا لآخرتهم غير الذهب والفضة ، ولبسوا الخشن ، وصبروا على أدنى القوت ، وقدموا الفضل ، وأحبوا في الله ، وأبغضوا في الله ( عز وجل ) أولئك المصابيح وأهل النعيم في الآخرة .
والسلام .
فقال الشيخ : فأين أذهب وأدع الجنة ، وأنا أراها وأرى أهلها معك ! جهزني بقوة



[1] في نسخة : بتشوقها .

436

نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 1  صفحه : 436
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست