نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 30
عنه لشغل ، فإن رجلا سأل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عن أوقات الصلاة ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أتاني جبرئيل ( عليه السلا م ) فأراني وقت الصلاة حين زالت الشمس ، فكانت على حاجبه الأيمن ، ثم أراني وقت العصر فكان ظل كل شئ مثله ، ثم صلى المغرب حين غربت الشمس ، ثم صلى العشاء الآخرة حين غاب الشفق ، ثم صلى الصبح فأغلس بها والنجوم مشتبكة ، فصل لهذه الأوقات ، والزم السنة المعروفة والطريق الواضحة ، ثم انظر ركوعك وسجود ك ، فإن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كان أتم الناس صلاة ، وأحقهم عملا بها . واعلم أن كل شئ من عملك تبع لصلاتك ، فمن ضيع الصلاة فإنه لغيرها أضيع . أسأل الله الذي يرى ولا يرى ، وهو بالمنظر الاعلى أن يجعلنا وإياك ممن يحب ويرضى حتى يعيننا وإياك على شكره وذكره ، وحسن عبادته ، وأداء حقه ، وعلى كل شئ اختار لنا في دنيانا وديننا وآخرتنا . وأنتم يا أهل مصر ، فليصدق قولكم فعلكم ، وسركم علانيتكم ، ولا تخالف ألسنتكم قلوبكم . واعلموا أنه لا يستوي إمام الفدى وامام الردى ، ووصي النبي وعدوه ، إني لا أخاف عليكم مؤمنا ولا مشركا ، أما المؤمن فيمنعه الله بإيمانه ، وأما المشرك فيحجزه الله عنكم بشركه ، ولكني أخاف عليكم المنافق ، يقول ما تعرفون ويعمل بما تنكرون . يا محمد بن أبي بكر ، اعلم أن أفضل الفقه الورع في دين الله ، والعمل بطاعته ، وإني أوصيك بتقوى الله في سر أمرك وعلانيتك وعلى أي حال كنت عليها ، الدنيا دار بلاء ودار فنا ، والآخرة دار الجزاء ودار البقاء ، فاعمل لما يبقى واعدل عما يفنى ، ولا تنس نصيبك من الدنيا . أوصيك بسبع هن من جوامع الاسلام . تخشى الله عز وجل ولا تخش الناس في الله ، وخير القول ما صدقه العمل ، ولا تقض في أمر واحد بقضاءين مختلفين فيختلف أمرك وتزيغ عن الحق ، وأحب لعامة رعيتك ما تحب لنفسك وأهل بيتك ، وأكره لهم ما تكره لنفسك وأهل بيتك ، فإن ذلك أوجب للحجة وأصلح للرعية ،
30
نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 30