نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 239
بالكوفة ، قال : فرفع يديه جميعا ، فقال : " اللهم أذقه حر الحديد ، اللهم أذقه حر الحديد ، اللهم أذقه حر النار " . قال المنهال : فقدمت الكوفة ، وقد ظهر المختار بن أبي عبيد ، وكان لي صديقا ، قال : فكنت في منزلي أياما حتى انقطع الناس عني ، وركبت إليه فلقيته خارجا من داره ، فقال : يا منهال ، لم تأتنا في ولايتنا هذه ، ولم تهننا بها ، ولم تشركنا فيها ؟ فأعلمته أني كنت بمكة ، وأني قد جئتك الان : وسايرته ونحن نتحدث حتى أتى الكناس ، فوقف وقوفا كأنه ينتظر شيئا ، وقد كان أخبر بمكان حرملة بن كاهلة ، فوجه في طلبه ، فلم نلبث أن جاء قوم يركضون وقوم يشتدون حثى قالوا : أيها الأمير ، البشارة ، قد أخذ حرملة بن كاهلة ، فما لبثنا أن جئ به ، فلقا نظر إليه المختار قال لحرملة : الحمد لله الذي مكنني منك . ثم قال : الجزار الجزار ، فأتي بجزار ، فقال له : اقطع يديه ، فقطعتا ، ثم قال له : اقطع رجليه ، فقطعتا ، ثم قال : النار النار ؟ فأتي بنار وقصب فألقي عليه واشتعلت فيه النار . فقلت : سبحان الله ! فقال لي : يا منهال ، إن التسبيح لحسن ، ففيم سبحت ؟ فقلت : أيها الأمير ، دخلت في سفرتي هذه منصرفي من مكة على علي بن الحسين ( عليهما السلام ) فقال لي : يا منهال ، ما فعل حرملة بن كاهلة الأسدي ؟ فقلت : تركته حيا بالكوفة ؟ فرفع يديه جميعا فقال : " اللهم أذقه حر الحديد ، اللهم أذقه حر الحديد ، اللهم أذقه حر النار " . فقال لي المختار : أسمعت علي بن الحسين ( عليهما السلام ) يقول هذا ؟ فقلت : والله لقد سمعته قال ، فنزل عن دابته وصلى ركعتين فأطال السجود ، ثم قام فركب ، وقد احترق حرملة ، وركبت معه وسرنا ، فحاذيت داري ، فقلت : أيها الأمير ، إن رأيت أن تشرفني وتكرمني وتنزل عندي وتحرم بطعامي . فقال : يا منهال ، تعلمني أن علي بن الحسين دعا بأربع دعوات فأجابه الله على يدي ثم تأمرني أن آكل ! هذا يوم صوم شكرا لله ( عز وجل ) على ما فعلته بتوفيقه . حرملة : هو الذي حمل رأس الحسين ( عليه السلام ) .
239
نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 239