نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 174
بعد قبيلة ، فتجردوا للدين ، وقطعوا ما بينهم وبين العرب من الحبائل ، وما بينهم وبين اليهود من العهود ، ونصبوا لأهل نجد وتهامة وأهل مكة واليمامة وأهل الحزن وأهل السهل قناة الدين والصبر تحت حماس الجلاد ، حتى دانت لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) العرب ، فرأى فيهم قرة العين قبل أن يقبضه الله إليه ، فأنتم في الناس أكثر من أولئك في أهل ذلك الزمان من العرب . فقال إليه رجل آدم [1] طوال فقال : ما أنت كمحمد ، ولا نحن كأولئك الذين ذكرت ، فلا تكلفنا ما لا طاقة لنا به . فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : أحسن مسمعا تحسن إجابة ، ثكلتكم الثواكل ما تزيدونني إلا غما ، هل أخبرتكم أني مثل محمد ( صلى الله عليه وآله ) وأنكم مثل أنصاره ، وإنما ضربت لكم مثلا ، وأنا أرجو أن تأسوا بهم . ثم قام رجل آخر فقال : ما أحوج أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ومن معه إلى أصحاب النهروان ! ثم تكلم الناس من كل ناحية ولغطوا ، فقام رجل فقال بأعلى صوته : استبان فقد الأشتر ، على أهل العراق ، لو كان حيا لقل اللغط ، ولعلم كل امرئ ما يقول : فقال لهم أمير المؤمنين ( صلوت الله عليه ) : هبلتكم الهوابل ، لأنا أوجب عليكم حقا من الأشتر ، وهل للأشتر عليكم من الحق إلا حق المسلم على المسلم ؟ وغضب فنزل . فقام حجر بن عدي وسعد بن قيس ، فقالا : لا يسوؤك الله يا أمير المؤمنين ، مرنا بأمرك نتبعه ، فوالله العظيم ما يعظم جزعنا على أموالنا أن تفرق ، ولا على عشائرنا أن تقتل في طاعتك ، فقال لهم : تجهزوا للسير إلى عدونا . ثم دخل منزله ( عليه السلام ) ودخل عليه وجوه أصحابه ، فقال لهم : أشيروا علي برجل صليب ناصح يحشر الناس من السواد ؟ فقال سعد بن قيس : عليك يا أمير المؤمنين بالناصح الاريب الشجا ع الصليب معقل بن قيس التميمي ، قال : نعم ، ثم