responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 1  صفحه : 16


من بعد جمع وحده ، وأعليت كعبي ، وجعلت ما سدده مردودا عليه ، فرددته لم يشف غليله ، ولم تبرد حرارة غيظه ، قد عض على شواه [1] ، وأدبر موليا قد أخلفت سراياه .
وكم من باغ بغاني بمكائده ، ونصب لي أشراك مصائده ، ووكل بي تفقد رعايته ، وأضبأ إلي إضباء السبع لطريدته ، انتظارا لانتهاز الفرصة لفريسته .
فناديتك يا إلهي مستغيثا بك ، واثقا بسرعة إجابتك ، عالما أنه لن يضطهد من آوى إلى ظل كنفك ، ولن يفزع من لجأ إلى معاقل انتصارك ، فحصنتني من بأسه بقد رتك .
وكم من سحائب مكروه قد جليتها وغواشي كربات كشفتها ، لا تسأل عما تفعل ، وقد سئلت فأعطيت ، ولم نسأل فابتدأت ، واستميح فضلك فما أكديت ، أبيت إلا إحسانا ، وأبيت إلا تقحم حرماتك ، وتعدي حدودك ، والغفلة عن وعيد ك .
فلك الحمد إلهي من مقتدر لا يغلب ، وذي أناة لا يعجل ، هذا مقام من اعترف لك بالتقصير ، وشهد على نفسه بالتضييع .
اللهم إني أتقرب إليك بالمحمدية الرفيعة ، وأتوجه إليك بالعلوية البيضاء ، فأعذني من شر ما خلقت ، وشر من يريدني سوءا ، فإن ذلك لا يضيق عليك في وجدك ، ولا يتكأدك [2] في قدرتك وأنت على كل شئ قدير .
اللهم ارحمني بترك المعاصي ما أبقيتني ، وارحمني بترك تكلف ما لا يعنيني ، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني ، والزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني ، واجعلني أتلوه على ما يرضيك به عني ، ونور به بصري ، وأوعه سمعي ، واشرح به صدري ، وفرج به عن قلبي ، وأطلق به لساني ، واستعمل به بدني ، واجعل فن من الحول والقوة ما يسهل ذلك علي ، فإنه لا حول ولا قوة إلا بك .



[1] الشوى : تطلق على سائر أعضاء الجسم .
[2] أي لا يصعب عليك .

16

نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ الطوسي    جلد : 1  صفحه : 16
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست