نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 288
والطريق خال من أحد ، وأنا فزع من الزعار [1] ومن أهل البلد ، أتخفى إلى أن بلغت الحائط الذي أمضي منه إلى الشباك ، فمددت عيني ، فإذا برجل جالس على الباب ظهره إلي كأنه ينظر في دفتر ، فقال لي : يا أبا الطيب ، بصوت يشبه صوت حسين بن علي بن جعفر بن الرضا . فقلت : هذا حسين قد جاء يزور أخاه ؟ قلت : يا سيدي ، أمضي أزور من الشباك وأجيئك فأقضي حقك . قال : ولم لا تدخل ، يا أبا الطيب ؟ فقلت له : الدار لها مالك لا أدخلها من غير إذنه . فقال : يا أبا الطيب ، تكون مولانا رقا ، وتوالينا حقا ، ونمنعك تدخل الدار ! ادخل يا أبا الطيب . فقلت : امضي أسلم عليه ولا أقبل منه : فجئت إلى الباب وليس عليه أحد فيشعر بي ، وبادرت إلى عند البصري خادم الموضع ، ففتح لي الباب ، ودخلت فكان يقول : أليس كنت لا تدخل الدار ؟ فقال : أما أنا فقد أذنوا لي بقيتم أنتم . 559 / 6 - أبو محمد الفحام ، قال : حدثني المنصوري ، عن عم أبيه ، وحدثني عمي ، عن كافور الخادم بهذا الحديث ، قال : كان في الموضع مجاور الامام من أهل الصنائع صنوف من الناس ، وكان الموضع كالقرية ، وكان يونس النقاش يغشى [2] سيدنا الامام ويخدمه ، فجاءه يوما يرعد ، فقال له : يا سيدي ، أوصيك باهلي خيرا . قال : وما الخبر ؟ قال : عزمت على الرحيل . قال : ولم يا يونس ؟ وهو يتبسم ( عليه السلام ) . قال : قال يونس : ابن بغا وجه إلي بفض ليس له قيمة ، أقبلت أنقشه فكسرته باثنين وموعده غدا وهو موسى بن بغا ، إما ألف سوط أو القتل . قال : امض إلى منزلك ، إلى غد فرج ، فما يكون إلا خيرا ؟ فلما كان من الغد وافى بكرة يرعد ، فقال : قد جاء الرسول يلتمس الفص . قال : امض إليه فما ترى إلا خيرا . قال : وما أقول له ، يا سيدي ؟ قال : فتبسم ، وقال : امض إليه واسمع ما يخبرك به ، فلن يكون إلا خير .
[1] الزعارة : شراسة الخلق . وفي نسخة : الذعار ، أي الخبثاء . [2] أي يأتي .
288
نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ الطوسي جلد : 1 صفحه : 288