responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشريف المرتضى    جلد : 1  صفحه : 85


أردت لنفسي بعض الأمور * فأولي لنفسي أولي لها . . والجواب الثالث وهو أغربها أنني لا أعبد الأصنام التي تعبدونها ولا أنتم عابدون ما أعبد أي أنتم غير عابدين الله الذي أنا عابده إذ أشركتم به واتخذتم الأصنام وغيرها معبودة من دونه أو معه وإنما يكون عابدا له من أخلص له العبادة دون غيره وأفرده بها وقوله ولا أنا عابد ما عبدتم أي لست أعبد عبادتكم وما في قوله ما عبدتم في موضع المصدر كما قال تعالى ( والأرض وما طحاها ونفس وما سواها ) أراد طحيه إياها وتسويته لها وقوله تعالى ( ذلكم بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تمرحون ) يريد بفرحكم مر حكم . . قال الشاعر يا ربع سلامة بالمنحنى * بخيف سلع جادك الوابل إن تمس وحشا فبما قد ترى * وأنت معمور بها آهل أراد فبرؤيتك معمورا آهلا . . ومعنى قوله ولا أنتم عابدون أي لستم عابدين عبادتي على نحو ما ذكرناه فلم يتكرر الكلام الا لاختلاف المعاني . . وتلخيص ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم قال للكفار لا أعبد آلهتكم ومن تدعونه من دون الله ولا أنتم عابدون الهي وان زعمتم انكم عابدون إلهي فأنتم كاذبون إذ كنتم من غير الجهة التي أمركم بها تعبدونه فأنا لا أعبد مثل عبادتكم ولا أنتم ما دمتم على ما أنتم عليه تعبدون مثل عبادتي . . فان قيل أما اختلاف المعبودين فلا شبهة فيه فما الوجه في اختلاف العبادة . . قلنا إنه صلى الله عليه وسلم كان يعبد من يخلص له العبادة ولا يشرك به شيئا وهم يشركون فاختلفت عباداتهما ولأنه أيضا كان يتقرب إلي معبوده بالأفعال الشرعية التي تقع على وجه العبادة وهم لا يفعلون تلك الأفعال ويتقربون بأفعال غيرها يعتقدون جهلا أنها عبادة وقربة . . فان قيل ما معنى قوله تعالى ( لكم دينكم ولي دين ) وظاهر هذا الكلام يقتضي اباحتهم المقام على أديانهم . . قلنا في هذا ثلاثة أجوبة . . أولها ان ظاهر الكلام وإن كان ظاهره إباحة فهو وعيد ومبالغة في النهي والزجر كما قال تعالى ( اعملوا ما شئتم ) . .
وثانيها انه أراد لكم جزاء دينكم ولي جزاء ديني فحذف الجزاء لدلالة الكلام عليه . .

85

نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشريف المرتضى    جلد : 1  صفحه : 85
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست