responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشريف المرتضى    جلد : 1  صفحه : 60


وأضل سبيلا ) فقال كيف يجوز أن يكونوا في الآخرة عميا وقد تظاهر الخبر عن الرسول بان الخلق يحشرون كما بدئوا سالمين من الآفات والعاهات قال الله تعالى ( كما بدأنا أول خلق نعيده ) وقال الله تعالى ( وكما بدأكم تعودون ) وقال عز وجل ( فبصرك اليوم حديد ) . . الجواب يقال في هذه الآية أربعة أوجه . . أحدها أن يكون العمي الأول إنما هو عن تأمل الآيات والنظر في الدلالات والعبر التي أراها الله تعالى المكلفين في أنفسهم وفيما يشاهدون ويكون العمي الثاني هو عن الايمان بالآخرة والاقرار بما يجازى به المكلفون فيها من ثواب أو عقاب . . وقد قال قوم ان الآية متعلقة بما قبلها من قوله تعالى ( ربكم الذي يزجي لكم الفلك في البحر لتبتغوا من فضله ) إلى قوله تعالى ( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ) ثم قال بعد ذلك ( ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا ) يعني في هذه النعم وعن هذه العبر فهو في الآخرة أعمى أي هو عما غيب عنه من أمر الآخرة أعمى ويكون قوله في هذه كناية عن النعم لا عن الدنيا . . ويقال ان ابن عباس سأله سائل عن هذه الآية فقال له أتل ما قبلها فنبهه على التأويل الذي ذكرناه . . والجواب الثاني من كان في هذه يعني الدنيا أعمى عن الايمان بالله والمعرفة بما أوجب الله عليه المعرفة به فهو في الآخرة أعمى عن الجنة والثواب بمعنى أنه لا يهتدي إلى طريقهما ولا يوصل إليهما أو عن الحجة إذا سئل وأوقف ومعلوم ان من ضل عن معرفة الله تعالى والايمان به يكون يوم القيامة منقطع الحجة مفقود المعاذير . . والجواب الثالث أن يكون العمى الأول عن المعرفة والايمان والثاني بمعنى المبالغة في الاخبار عن عظم ما يناله هؤلاء الكفار الجهال بالله من الخوف والغم والحزن الذي أزاله الله عن المؤمنين العارفين بقوله ( لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) ومن عادة العرب ان تسمى من اشتد همه وقوى حزنه أعمى سخين العين ويصفون المسرور بأنه قرير العين قال الله تعالى ( فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون ) . . والجواب الرابع أن يكون العمى الأول يكون عن الايمان والثاني هو الآفة في العين على سبيل العقوبة كما قال الله تعالى ( ونحشره يوم القيامة أعمى قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت

60

نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشريف المرتضى    جلد : 1  صفحه : 60
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست