responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشريف المرتضى    جلد : 1  صفحه : 50


مجراهما عن مستحقه وهذا مما لا يجوز أن يكونوا مخلوقين له على مذهبكم لأنه لو خلقهم للعفو لما حسن منه عقاب المذنبين ومؤاخذة المستحقين . . الجواب يقال له أما قوله تعالى ولو شاء ربك فإنما عني بها المشيئة التي ينضم إليها الالجاء ولم يعن المشيئة على سبيل الاختيار وإنما أراد تعالى أن يخبرنا عن قدرته وانه لا يغالب ولا يعصي مقهورا من حيث كان قادرا على العباد واكراههم على ما أراد منهم . . فاما لفظة ذلك في الآية فحملها على الرحمة أولى من حملها على الاختلاف [1] بدليل العقل وشهادة اللفظ . . فاما دليل العقل فمن حيث علمنا أنه تعالى كره الاختلاف والذهاب عن الدين ونهى عنه وتوعد عليه فكيف يجوز أن يكون شائيا له ومخبرا بخلق العباد عليه . . وأما شهادة اللفظ فلأن الرحمة أقرب إلى هذه الكناية من الاختلاف وحمل اللفظ على أقرب المذكورين إليها أولى في لسان العرب . . فاما ما طعن به السائل وتعلق به من تذكير الكناية وان الكناية عن الرحمة لا تكون الا مؤنثة فباطل لان تأنيث الرحمة غير حقيقي وإذا كنى عنها بلفظة التذكير كانت الكناية على المعني لان معناها هو الفضل والانعام كما قالوا سرني كلمتك يريدون سرني كلامك وقال تعالى ( هذا رحمة من ربي ) ولم يقل هذه وإنما أراد هذا فضل من ربي . . وقالت الخنساء فذلك يا هند الرزية فاعلمي * ونيران حرب حين شب وقودها أرادت الرزء . . وقال امرؤ القيس



[1] - قلت - بل الصواب أن يعود على الاختلاف لا لأن رجوع اسم الإشارة على الرحمة غير ممكن بل لأن السياق يدل على خلافه فان الله جل شأنه ذكر صنفين من خلقه أحدهما أهل اختلاف وباطل والآخر أهل حق ثم عقب ذلك بقوله ولذلك خلقهم فعم بقوله ذلك صفة الصنفين فأخبر عن كل فريق منهما انه ميسر لما خلق له ومعنى قوله ولذلك خلقهم على هذا انه على علمه النافذ فيهم قبل أن يخلقهم أنه يكون فيهم المؤمن والكافر والشقي والسعيد خلقهم فاللام في قوله ولذلك بمعنى على وبهذا يندفع كل اشكال يرد هنا

50

نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشريف المرتضى    جلد : 1  صفحه : 50
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست