responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشريف المرتضى    جلد : 1  صفحه : 23


والاغماء من أحوال العقلاء يزيل ذكرهم لما مضي من أحوالهم لأن سائر ما عددناه مما ينفي العلوم يجري مجرى الموت في هذا وليس لهم أن يقولوا إذا جاز في العاقل الكامل أن ينسي ما كان عليه في حال الطفولية جاز ما ذكرناه وذلك إنما أوجبنا ذكر العقلاء لما ادعوه إذا كملت عقولهم من حيث جرى عليهم وهم كاملو العقول ولو كانوا بصفة الأطفال في تلك الحال لم نوجب عليهم ما أوجبناه على أن تجويز النسيان عليهم ينقص الغرض في الآية وذلك أن الله تعالى أخبرنا بأنه إنما قررهم وأشهدهم لئلا يدعوا يوم القيامة الغفلة وسقوط الحجة عنهم فيه فإذا جاز نسيانهم له عاد الامر إلى سقوط الحجة وزوالها وان كانوا على الصفة الثانية من فقد العقل وشرائط التكليف قبح خطابهم وتقريرهم واشهادهم وصار ذلك عبثا قبيحا * فان قيل قد أبطلتم قول مخالفيكم فما تأويلها الصحيح عندكم * قلنا في الآية وجهان . أحدهما أن يكون تعالى إنما عنى بها جماعة من ذرية بني آدم خلقهم وبلغهم وأكمل عقولهم وقررهم على ألسن رسله عليهم السلام بمعرفته وما يجب من طاعته فأقروا بذلك وأشهدهم على أنفسهم لئلا يقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين أو يتعذروا بشرك آبائهم وإنما اتى من اشتبه عليه تأويل الآية من حيث ظن أن اسم الذرية لا يقع الا على من لم يكن عاقلا كاملا وليس الأمر كما ظن لأنه سمى جميع البشر بأنهم ذرية آدم وان دخل فيهم العقلاء الكاملون وقد قال تعالى * ( ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم ) * ولفظ الصالح لا يطلق الا على من كان كاملا عاقلا فان استبعدوا تأويلنا وحملنا الآية على البالغين المكلفين هذا جوابهم . والجواب الثاني انه تعالى لما خلقهم وركبهم تركيبا يدل على معرفته ويشهد بقدرته ووجوب عبادته وأراهم العبر والآيات والدلائل في أنفسهم وفي غيرهم كان بمنزلة المشهد لهم على أنفسهم وكانوا في مشاهدة ذلك ومعرفته وظهوره فيهم على الوجه الذي أراده الله تعالى وتعذر امتناعهم منه وانفكاكهم من دلالته بمنزلة المقر المعترف وان لم يكن هناك اشهاد ولا اعتراف على الحقيقة ويجري ذلك مجرى قوله تعالى ( ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين ) وان لم يكن منه تعالى قول على الحقيقة ولا منهما جواب ومثله قوله تعالى

23

نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشريف المرتضى    جلد : 1  صفحه : 23
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست