responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشريف المرتضى    جلد : 1  صفحه : 135


نزع القبة عن أبي براء وقطع النزل ودخلوا عليه يوما فرأوا منه جفاء وقد كان قبل ذلك يكرمهم ويقدم مجلسهم فخرجوا من عنده غضابا وهموا بالانصراف ولبيد في رحالهم يحفظ أمتعتهم ويغدو بابلهم فيرعاها فإذا أمسى انصرف بها فأتاهم تلك الليلة وهم يتذاكرون أمر الربيع فقال لهم ما كنتم تتناجون فكتموه وقالوا له إليك عنا فقال خبروني فلعل لكم عندي فرجا فزجروه فقال والله لا أحفظ لكم متاعا ولا أسرح لكم بعيرا أو تخبروني وكانت أم لبيد عبسية في حجر الربيع فقالوا له خالك غلبنا على الملك وأصد عنا [1] وجهه فقال هل تقدرون أن تجمعوا بيني وبينه غدا حين يقعد الملك فأزجر به زجرا ممضا مؤلما لا يلتفت إليه النعمان بعده أبدا فقالوا له وهل عندك ذلك قال نعم قالوا فإننا نبلوك بشتم هذه البقلة وقدامهم بقلة دقيقة القضبان قليلة الورق لاصقة فروعها بالأرض تدعى النزبة فاقتلعها من الأرض وأخذها بيده وقال هذه البقلة النزبة التفلة الرذلة التي لا تذكي نارا ولا تؤهل دارا ولا تستر جارا عودها ضئيل وفرعها ذليل وخيرها قليل بلدها شاسع ونبتها خاشع وآكلها جائع والمقيم عليها قانع أقصر البقول فرعا وأخبثها مرعا وأشدها قلعا فحربا لجارها وجدعا فالقوا بي أخا بني عبس أرجعه عنكم بتعس ونكس وأتركه من أمره في لبس فقالوا له نصبح ونرى فيك رأينا فقال لهم عامر انظروا إلى غلامكم هذا فان رأيتموه نائما فليس أمره بشئ إنما تكلم بما جرى على لسانه وان رأيتموه ساهرا فهو صاحبكم فرمقوه بأبصارهم فوجدوه قد ركب رحلا يكدم وسطته حتى أصبح فلما أصبحوا قالوا أنت والله صاحبه فحلقوا رأسه وتركوا له ذؤابتين وألبسوه حلة وغدوا به معهم فدخلوا على النعمان فوجدوه يتغدى ومعه الربيع إلى جانبه فذكروا للنعمان حاجتهم فاعترض الربيع في كلامهم فقام لبيد وقد دهن أحد شقي رأسه وأرخى إزاره وانتعل نعلا واحدة وكذلك كانت الشعراء تفعل في الجاهلية إذا أرادت الهجاء فمثل بين يديه ثم قال



[1] قوله وأصد عنا . . قال الزجاج في كتاب فعلت وأفعلت في باب الصاد صدني الرجل عن الأمر وأصدنى والمعنى واحد

135

نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشريف المرتضى    جلد : 1  صفحه : 135
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست