مقدمة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ربِّ العالمين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الغر الميامين . وبعد : يقول الفقير إلى الله الغني واهب المِنَنِ والعَطاء أسعد كاشف الغطاء : لقد وجدتُ جملة من طلبة العلم ليس لهم معرفة تامة تفصيلية بالأصول الأربع مائة ، اعتقاداً منهم بعدم الجدوى في هاتيك المعرفة وفاتهَم ما يترتَّبُ على الإحاطة بها من آثارٍ مهمة يعرفُها مَنْ كُتِبَ له التوفيق في سبر أغوارِها . وقد عَرضْتُ لهذا الموضوع المغفولِ عنه من لَدُن كثير من الفضلاء - بلْهَ شُداة الطلبة - ولم أشَأ الخوض في تفاصيله لأنَّ قصدي في كتابة هذه السطور هو الإعطاء فكرةٍ موجزةٍ تُسلِّطُ الأضواء الكاشفة على جُملة مسائل هذا المبحث على النحو الذي يخرج عنه الطالب وهو على بصيرةٍ في مسائل هذا الموضوع . ولا أكتم القارئ الكريم أني ألفَيتُ مباحثه غير سائرة على نمَطٍ واحدٍ من التحرير والتقرير مع غموض جملةٍ من مطالبه ، هذا مع ماله من الأهمية البالغة والدور الفَعاّل في جملة ما يستفيد منه الفقيه في طريق استنباط الحكم الشرعي وما يتصل بأمر تصحيح الرواية أوْ طَرْحِها ، فهذه الأمورُ مجتمعة هي التي حَدَتْني إلى المبادرة إلى تأليف هذا الكتاب ، وقد قَسَّمْتهُ إلى فصول وخاتمة ومضمناً له رجال الأصول الأربع مائة . ومبيناً الحاجة إليها ليسهل على الطالب ويتضح له المطالب . ومن الله نستمد العون والتوفيق ببركات من نحن بجواره مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام .