نام کتاب : الإرشاد نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 9
جميع منازل هارون من موسى عليهما السلام في الحكم له منه إلا النبوة ، وجبت له وزارة الرسول صلى الله عليه وآله وشد الأزر بالنصرة والفضل والمحبة ، لما تقتضيه هذه الخصال من ذلك في الحقيقة ، ثم الخلافة في الحياة بالصريح ، وبعد النبوة بتخصيص الاستثناء لما أخرج منها بذكر البعد ، وأمثال هذه الحجج كثيرة مما يطول بذكرها الكتاب ، وقد استقصينا القول في إثباتها في غير هذا الموضع من كتبنا ، والحمد لله . فكانت إمامة أمير المؤمنين عليه السلام بعد النبي صلى الله عليه وآله ثلاثين سنة ، منها أربع وعشرون سنة وأشهر ممنوعا من التصرف على أحكامها ، مستعملا للتقية والمداراة . ومنها خمس سنين وأشهر ممتحنا بجهاد المنافقين من الناكثين والقاسطين والمارقين ، مضطهدا بفتن الضالين ، كما كان رسول الله صلى الله عليه وآله ثلاث عشرة سنة من نبوته ممنوعا من أحكامها ، خائفا ومحبوسا وهاربا ومطرودا ، لا يتمكن من جهاد الكافرين ، ولا يستطيع دفعا عن المؤمنين ، ثم هاجر وأقام بعد الهجرة عشر سنين مجاهدا للمشركين ممتحنا بالمنافقين ، إلى أن قبضه الله - تعالى - إليه وأسكنه جنات النعيم . وكانت وفاة أمير المؤمنين عليه السلام قبيل الفجر من ليلة الجمعة ليلة إحدى وعشرين من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة قتيلا بالسيف ، قتله ابن ملجم المرادي - لعنه الله - في مسجد الكوفة وقد خرج عليه السلام يوقظ الناس لصلاة الصبح ليلة تسع عشرة من شهر رمضان ، وقد كان ارتصده من أول الليل لذلك ، فلما مر به في المسجد وهو مستخف بأمره مماكر بإظهار النوم في جملة النيام ، ثار إليه فضربه على
9
نام کتاب : الإرشاد نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 9