نام کتاب : الإرشاد نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 82
عليهم : نريد أن نغنم كما غنم الناس ، فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله أمرني أن لا أبرح من موضعي هذا ، فقالوا له : إنه أمرك بهذا وهو لا يدري أن الأمر يبلغ إلى ما ترى ، ومالوا إلى الغنائم وتركوه ، ولم يبرح هو من موضعه ، فحمل عليه خالد بن الوليد فقتله . وجاء من ظهر رسول الله صلى الله عليه وآله يريده ، فنظر إلى النبي في حف من أصحابه ، فقال لمن معه : دونكم هذا الذي تطلبون ، فشأنكم به ، فحملوا عليه حملة رجل واحد ضربا بالسيوف وطعنا بالرماح ورميا بالنبل ورضخا بالحجارة ، وجعل أصحاب النبي صلى الله عليه وآله يقاتلون عنه حتى قتل منهم سبعون رجلا ، وثبت أمير المؤمنين عليه السلام وأبو دجانة الأنصاري وسهل بن حنيف للقوم يدفعون عن النبي صلى الله عليه وآله وكثر عليهم المشركون ، ففتح رسول الله صلى الله عليه وآله عينيه فنظر إلى أمير المؤمنين عليه السلام - وقد كان أغمي عليه مما ناله - فقال : " يا علي ، ما فعل الناس ؟ قال : نقضوا العهد وولوا الدبر ، فقال له : فاكفني هؤلاء الذين قد قصدوا قصدي " فحمل عليهم أمير المؤمنين عليه السلام فكشفهم ، ثم عاد إليه - وقد حملوا عليه من ناحية أخرى - فكر - عليهم فكشفهم ، وأبو دجانة وسهل بن حنيف قائمان على رأسه ، بيد كل واحد منهما سيفه ليذب عنه . وثاب إليه من أصحابه المنهزمين أربعة عشر رجلا منهم طلحة بن عبيد الله وعاصم بن ثابت . وصعد الباقون الجبل ، وصاح صائح بالمدينة : قتل رسول الله ، فانخلعت القلوب لذلك ، وتحير المنهزمون فأخذوا يمينا وشمالا .
82
نام کتاب : الإرشاد نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 82