نام کتاب : الإرشاد نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 76
وقال : ما لي أراك كأن في نفسك علي شيئا ؟ أتظن أني قتلت أباك ؟ والله لوددت أني كنت قاتله ، ولو قتلته لم أعتذر من قتل كافر ، لكني مررت به يوم بدر فرأيته يبحث للقتال كما يبحث الثور بقرنه ، وإذا شدقاه قد أزبدا كالوزغ ، فلما رأيت ذلك هبته ورغت عنه ، فقال : إلى أين يا ابن الخطاب ؟ وصمد له علي فتناوله ، فوالله ما رمت مكاني حتى قتله . قال : وكان علي عليه السلام حاضرا في المجلس فقال : " اللهم غفرا ، ذهب الشرك بما فيه ، ومحا الاسلام ما تقدم ، فما لك تهيج . الناس ! ؟ " فكف عمر ، قال سعيد . أما إنه ما كان يسرني أن يكون قاتل أبي غير ابن عمه علي بن أبي طالب ، وأنشأ القوم في حديث آخر [1] . وروى محمد بن إسحاق ، عن يزيد بن رومان ، عن عروة بن الزبير : أن عليا عليه السلام أقبل يوم بدر نحو طعيمة بن عدي بن نوفل فشجره بالرمح ، وقال له . " والله لا تخاصمنا في الله بعد اليوم أبدا " [2] . وروى عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري قال : لما عرف رسول الله صلى الله عليه وآله حضور نوفل بن خويلد بدرا قال : " اللهم اكفني نوفلا " فلما انكشفت قريش رآه علي بن أبي طالب عليه السلام وقد تحير لا يدري ما يصنع ، فصمد له ثم ضربه بالسيف فنشب في حجفته [3] فانتزعه منها ، ثم ضرب به ساقه - وكانت درعه مشمرة -
[1] مغازي الواقدي 1 : 92 ، وشرح النهج لابن أبي الحديد 14 : 144 باختلاف يسير ، ونقله العلامة المجلسي في البحار 19 : 280 . [2] شرح النهج الحديدي 14 : 145 ، ونقله العلامة المجلسي في البحار 19 : 281 . [3] الحجفة . يقال للترس إذا كان من جلود ليس فيها خشب ولا عقب . " الصحاح - حجف - 4 : 1341 .
76
نام کتاب : الإرشاد نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 76