نام کتاب : الإرشاد نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 261
رأيت ذلك منكم رويت في أمري وأمركم ، فقلت : إن أنا لم أجبهم إلى القيام بأمرهم ، لم يصيبوا أحدا منهم يقوم فيهم مقامي ، وبعدل فيهم عدلي . وقلت : والله لألينهم وهم يعرفون حقي وفضلي أحب إلي من أن يلوني وهم لا يعرفون حقي وفضلي . فبسطت يدي لكم فبايعتموني - يا معشر المسلمين - وفيكم المهاجرون والأنصار والتابعون بإحسان ، فأخذت عليكم عهد بيعتي وواجب صفقتي عهد الله وميثاقه ، وأشد ما أخذ على النبيين من عهد وميثاقي ، لتفن لي ولتسمعن لأمري ولتطيعوني وتناصحوني وتقاتلون معي كل باغ علي ، أو مارق إن مرق ، فأنعمتم [1] لي بذلك جميعا . وأخذت عليكم عهد الله وميثاقه وذمة الله وذمة رسوله ، فأجبتموني إلى ذلك ، وأشهدت الله عليكم ، وأشهدت بعضكم على بعض ، فقمت فيكم بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله . فالعجب من معاوية بن أبي سفيان ! ينازعني الخلافة ، ويجحدني الإمامة ، ويزعم أنه أحق بها مني ، جرأة منه على الله وعلى رسوله ، بغير حق له فيها ولا حجة ، لم يبايعه عليها المهاجرون ، ولا سلم له الأنصار والمسلمون . يا معشر المهاجرين والأنصار ، وجماعة من سمع كلامي ، أما أوجبتم لي على أنفسكم الطاعة ، أما بايعتموني على الرغبة ، أما أخذت عليكم العهد بالقبول لقولي ، أما كانت بيعتي لكم يومئذ أوكد من بيعة أبي بكر وعمر ؟ فما بال من خالفني لم ينقض عليهما حتى مضيا ، ونقض علي ولم يف لي ! ؟ أما يجب عليكم نصحي ويلزمكم أمري ؟ أما
[1] في هامش " ش " و " م " : أنعمتم : قبلتم وقلتم نعم .
261
نام کتاب : الإرشاد نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 261