نام کتاب : الإرشاد نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 242
فقلت له : سبحان الله ، والله إنك لصبور . قال : ( فأصنع ماذا ؟ ! ) . فقلت : تقوم في الناس وتدعوهم إلى نفسك ، وتخبرهم أنك أولى بالنبي صلى الله عليه وآله بالفضل والسابقة ، وتسألهم النصر على هؤلاء المتمالئين عليك ، فإن أجابك عشرة من مائة شددت بالعشرة على المائة ، فإن دانوا لك كان ذلك على ما أحببت ، وإن أبوا قاتلتهم ، فإن ظهرت عليهم فهو سلطان الله الذي آتاه نبيه عليه السلام وكنت أولى به منهم ، وإن قتلت في طلبه قتلت شهيدا وكنت أولى [1] بالعذر عند الله ، وأحق بميراث رسول الله صلى الله عليه وآله . فقال : ( أتراه - يا جندب - يبايعني عشرة من مائة ؟ ! ) . قلت : أرجو ذلك . قال : ( لكنني لا أرجو ولا من كل مائة اثنين ، وسأخبرك من أين ذلك ، إنما ينظر الناس إلى قريش ، وإن قريشا تقول : إن آل محمد يرون لهم فضلا على سائر الناس ، وإنهم أولياء الأمر دون قريش ، وإنهم إن ولوه لم يخرج منهم هذا السلطان إلى أحد أبدا ، ومتى كان في غيرهم تداولتموه بينكم ، ولا - والله - لا تدفع قريش إلينا هذا السلطان طائعين أبدا ) . قال : فقلت له : أفلا أرجع فأخبر الناس بمقالتك هذه ، وأدعوهم إليك ؟ .