نام کتاب : الإرشاد نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 146
بين قلوبكم بي ؟ ! " قالوا : بلى ، فلله المنة ولرسوله . ثم سكت النبي صلى الله عليه وآله هنيهة ثم قال : " ألا تجيبوني بما عندكم ؟ " قالوا : بم نجيبك فداك آباؤنا وأمهاتنا ، قد أجبناك بأن لك الفضل والمن والطول علينا . قال : " أم لو شئتم لقلتم : وأنت قد كنت جئتنا طريدا فآويناك ، وجئتنا خائفا فآمناك ، وجئتنا مكذبا فصدقناك . فارتفعت أصواتهم بالبكاء وقام شيوخهم وساداتهم إليه فقبلوا يديه ورجليه ، ثم قالوا : رضينا بالله وعنه ، وبرسوله وعنه ، وهذه أموالنا بين يديك ، فإن شئت فاقسمها على قومك ، وإنما قال من قال منا على غير وغر صدر [1] وغل في قلب ، ولكنهم ظنوا سخطا عليهم وتقصيرا بهم ، وقد استغفروا الله من ذنوبهم ، فاستغفر لهم يا رسول الله . فقال النبي صلى الله عليه وآله : " اللهم اغفر للأنصار ، ولأبناء الأنصار ، ولأبناء أبناء الأنصار . يا معشر الأنصار ، أما ترضون أن يرجع غيركم بالشاة والنعم ، وترجعون أنتم وفي سهمكم رسول الله ؟ " قالوا : بلى رضينا . فقال النبي صلى الله عليه وآله : " الأنصار كرشي وعيبتي [2] ، لو سلك الناس واديا وسلكت الأنصار شعبا ، لسلكت شعب الأنصار ، اللهم اغفر للأنصار " . وقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله أعطى العباس بن مرداس أربعا من الإبل يومئذ فسخطها ، وأنشأ يقول :
[1] وغر الصدر : الضغن والعداوة . " الصحاح - وغر - 2 : 846 " . [2] في الحديث . " الأنصار كرشي وعيبتي " أراد أنهم بطانته وموضع سره وأمانته والذين يعتمد عليهم في أموره " النهاية 4 : 163 " .
146
نام کتاب : الإرشاد نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 146