نام کتاب : الإرشاد نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 268
تدعق الخيول [1] في نواحي أرضهم وبأعنان مساربهم ومسارحهم ، وحتى تشن الغارات في كل فج وتخفق عليهم الرايات ، ويلقاهم قوم صدق صبر لا يزيدهم هلاك من هلك من قتلاهم وموتاهم في سبيل الله إلا جدا في طاعة الله ، وحرصا على لقاء الله . والله ، لقد كنا مع النبي صلى الله عليه وآله يقتل آباؤنا وأبناؤنا وإخواننا وأعمامنا ، ما يزيدنا ذلك إلا إيمانا وتسليما ، ومضيا على مض الألم ، وجرأة على جهاد العدو ، واستقلالا بمبارزة الأقران . ولقد كان الرجل منا والآخر من عدونا يتصاولان تصاول الفحلين ، ويتخالسان أنفسهما أيهما يسقي صاحبه كأس المنية ، فمرة لنا من عدونا ، ومرة لعدونا منا ، فلا رآنا الله تعالى صبرا صدقا ، أنزل بعدونا الكبت ، وأنزل علينا النصر ، ولعمري لو كنا نأتي مثل ما أتيتم ما قام الذين ولا عز الاسلام ، وأيم الله لتحتلبنها دما عبيطا ، فاحفظوا ما أقول " [2] . فصل ومن كلامه عليه السلام حين رجع أصحابه عن القتال بصفين ، لما اغترهم معاوية برفع المصاحف فانصرفوا عن الحرب " لقد فعلتم فعلة ضعضعت من الاسلام قواه ، وأسقطت
[1] تدعق الخيل : أي تكثر الغارات . انظر " الصحاح - دعق - 4 : 1474 " . [2] وقعة صفين 520 ، شرح النهج الحديدي 2 : 239 ، وأورده سليم بن قيس في كتابه : 147 باختلاف وفي ألفاظه ، ونقله العلامة المجلسي في البحار 8 : 506 ( ط / ح ) .
268
نام کتاب : الإرشاد نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 268