نام کتاب : الإرشاد نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 249
ولما نزل بذي قار [1] أخذ البيعة على من حضره ، ثم تكلم فأكثر من الحمد لله والثناء عليه والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله ، ثم قال . ( قد جرت أمور صبرنا فيها - وفي أعيننا القذى - تسليما لأمر الله تعالى فيما امتحننا به رجاء الثواب على ذلك ، وكان الصبر عليها أمثل من أن يتفرق المسلمون وتسفك دماؤهم . نحن أهل بيت النبوة ، وأحق الخلق بسلطان الرسالة ، ومعدن الكرامة التي ابتدأ الله بها هذه الأمة . وهذا طلحة والزبير ليسا من أهل النبوة ، ولا من ذرية الرسول ، حين رأيا أن الله قد رد علينا حقنا بعد أعصر ، فلم يصبرا حولا واحدا ولا شهرا كاملا حتى وثبا على دأب الماضين قبلهما ، ليذهبا بحقي ويفرقا جماعة المسلمين عني ) ثم دعا عليهما . فصل وقد روى عبد الحميد بن عمران العجلي ، عن سلمة بن كهيل قال : لما التقى أهل الكوفة وأمير المؤمنين عليه السلام بذي قار ، رحبوا به وقالوا : الحمد لله الذي خصنا بجوارك وأكرمنا بنصرتك . فقام أمير المؤمنين عليه السلام فيهم خطيبا ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : ( يا أهل الكوفة ، إنكم من أكرم المسلمين ، وأقصدهم تقويما ، وأعدلهم سنة ، وأفضلهم سهما في الإسلام ، وأجودهم في العرب