نام کتاب : الإرشاد نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 154
وهذه الغزاة أيضا مما خص الله تعالى فيها أمير المؤمنين عليه السلام بما انفرد به من كافة الناس ، وكان الفتح فيها على يده ، وقتل من قتل من خثعم به ، دون سواه ، وحصل له من المناجاة التي أضافها رسول الله صلى الله عليه وآله إلى الله - عز اسمه - ما ظهر به من فضله وخصوصيته من الله عز وجل بما بان به من كافة الخلق ، وكان من عدوه فيها ما دل على باطنه وكشف الله تعالى به عن حقيقة سره وضميره ، وفي ذلك عبرة لأولي الألباب . فصل ثم كانت غزاة تبوك ، فأوحى الله تبارك وتعالى اسمه إلى نبيه صلى الله عليه وآله : أن يسير إليها بنفسه ، ويستنفر الناس للخروج معه ، وأعلمه أنه لا يحتاج فيها إلى حرب ، ولا يمنى بقتال عدو ، وأن الأمور تنقاد له بغير سيف ، وتعبده بامتحان أصحابه بالخروج معه واختبارهم ، ليتميزوا بذلك وتظهر سرائرهم . فاستنفرهم النبي صلى الله عليه وآله إلى بلاد الروم ، وقد أينعت ثمارهم واشتد القيظ عليهم ، فأبطأ أكثرهم عن طاعته ، رغبة في العاجل ، وحرصا على المعيشة وإصلاحها ، وخوفا من شدة القيظ
154
نام کتاب : الإرشاد نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 154