نام کتاب : الاختصاص نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 347
ما فعل فلان وفلان ؟ فإن كان قد مات بكوا واسترجعوا ويقولون : ذهبت به أمه الهاوية فإنا لله وإنا إليه راجعون . قال : فيقول الله : ردوها عليه ، فمنها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى ، قال : فإذا حمل سريره حملت نعشه الملائكة واندفعوا به اندفاعا " والشياطين سماطين ينظرون من بعيد ليس لهم عليه سلطان ولا سبيل فإذا بلغوا به القبر توثبت إليه بقاع الأرض كالرياض الخضر ، فقالت كل بقعة منها : اللهم اجعله في بطني ، قال : فيجاء به حتى يوضع في الحفرة التي قضاها الله له ، فإذا وضع في لحده مثل له أبوه وأمه وزوجته وولده وإخوانه قال : فيقول لزوجته : ما يبكيك ؟ قال : فتقول : لفقدك تركتنا معولين . قال : فتجئ صورة حسنة ، قال : فيقول : ما أنت ؟ فيقول : أنا عملك الصالح أنا لك اليوم حصن حصين وجنة وسلاح بأمر الله ، قال : فيقول : أما والله لو علمت أنك في هذا المكان لنصبت نفسي لك وما غرني مالي وولدي ، قال : فيقول : يا ولي الله أبشر بالخير ، فوالله إنه ليسمع خفق نعال القوم إذا رجعوا ونفضهم أيديهم من التراب إذا فرغوا قد رد عليه روحه وما علموا ، قال : فيقول له الأرض : مرحبا " يا ولي الله مرحبا " بك أما والله لقد كنت أحبك وأنت على متني فأنا لك اليوم أشد حبا " إذا أنت في بطني ، أما وعزة ربي لأحسنن جوارك ولا بردن مضجعك ، ولأوسعن مدخلك ، إنما أنا روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار . قال : ثم يبعث الله إليه ملكا " فيضرب بجناحيه عن يمينه وعن شماله ومن بين يديه ومن خلفه فيوسع له من كل طريقة أربعين نورا " ، فإذا قبره مستدير بالنور . قال : ثم يدخل عليه منكر ونكير وهما ملكان أسودان يبحثان القبر بأنيابهما ويطئان في شعورهما ، حدقتاهما مثل قدر النحاس ، وأصواتهما ، كالرعد القاصف ، وأبصارهما مثل البرق اللامع ، فينتهرانه [1] ويصيحان به ويقولان : من ربك ؟ ومن نبيك ؟ وما دينك ؟ ومن إمامك ؟ فإن المؤمن ليغضب حتى ينتقض من الإدلال [2]
[1] أي يزجرانه . [2] الادلال : الانبساط والوثوب بمحبة الغير .
347
نام کتاب : الاختصاص نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 347