responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاختصاص نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 237


من بنيه ؟ قالوا : صدقت هذا هو الدين ، فتعاقدوا على ذلك فمحا الله ما في صدورهم من العلم ورفع عنهم الكتاب فهم الكفرة [1] يدخلون النار بغير حساب والمنافقون أشد حالا " منهم فقال الأشعث : والله ما سمعت بمثل هذا الجواب والله لا عدت إلى مثلها أبدا " .
ثم قال عليه السلام : سلوني قبل أن تفقدوني ، فقام إليه رجل من أقصى المسجد متوكئا " على عكازه ، فلم يزل يتخطى الناس حتى دنى منه فقال : يا أمير المؤمنين دلني على عمل إن أنا عملته نجاني الله تعالى من النار ، فقال له : اسمع يا هذا ثم افهم ، ثم استيقن قامت الدنيا بثلاثة بعالم ناطق مستعمل لعلمه وبغني لا يبخل بما له عن أهل دين الله وبفقير صابر ، فإذا كتم العالم علمه وبخل الغني ولم يصبر الفقير فعندها الويل والثبور ، وعندها يعرف العارفون بالله ، أن الدار قد رجعت إلى بدئها - أي إلى الكفر بعد الإيمان - .
أيها السائل فلا تغترن بكثرة المساجد وجماعة أقوام أجسادهم مجتمعة وقلوبهم شتى إنما الناس ثلاثة : زاهد وراغب وصابر ، فأما الزاهد فلا يفرح بشئ من الدنيا أتاه ولا يحزن على شئ منها فاته ، وأما الصابر فيتمناها بقلبه فإن أدرك منها شيئا " صرف عنها نفسه بما يعلم من سوء عاقبتها ، وأما الراغب فلا يبالي من حل أصابها أو من حرام قال : يا أمير المؤمنين وما علامات المؤمن في ذلك الزمان ؟ قال : ينظر إلى ما أوجب الله عليه من حق فيتولاه ، وينظر إلى ما خالف فيتبرء منه وإن كان حبيبا " قريبا " ، قال : صدقت والله يا أمير المؤمنين ، ثم غاب الرجل ولم نره ، فطلبه الناس فلم يجدوه فتبسم عليه السلام على المنبر ، ثم قال : ما لكم هذا أخي الخضر عليه السلام .
ثم قال : سلوني قبل أن تفقدوني فلم يقم إليه أحد فحمد الله وأثنى عليه وصلى



[1] إنما كان فعل المجوس بعد مجئ الحكم بالتحريم كما في رواية الحميري عن ابن عيسى عن البزنطي عن أبي الحسن الرضا عليه السلام في قرب الإسناد ص 161 قال سألته عن الناس كيف تناسلوا عن آدم عليه السلام قال : حملت حواء هابيل وأختا " له في بطن ثم حملت في البطن الثاني قابيل وأختا " له في بطن فزوج هابيل التي مع قابيل وتزوج قابيل التي مع هابيل ثم حدث التحريم بعد ذلك انتهى وكما نص عليه علي بن الحسين عليهما السلام على ما في الاحتجاج ص 171 طبع النجف .

237

نام کتاب : الاختصاص نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 237
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست