نام کتاب : الاختصاص نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 169
جبل إربا " لفعل ولو ببذل ماله ونفسه وأهله وولده ، فبلغتهم رسالة النبي صلى الله عليه وآله وقرأت عليهم كتابه فكل تلقاني بالتهدد والوعيد ويبدي البغضاء ويظهر الشحناء من رجالهم ونسائهم وكان مني في ذلك ما قد رأيتم . ثم التفت إلى أصحابه فقال : أليس كذلك ؟ قالوا : بلى يا أمير المؤمنين . قال : يا أخا اليهود هذه المواطن التي امتحنني فيهن ربي مع رسول الله صلى الله عليه وآله ، فوجدني فيهن كلها بمنه مطيعا " ، ليس لأحد فيها مثل الذي لي ولو وصفت ذلك لاتسع لي فيه القول ولكن الله نهى عن التزكية . فقالوا : صدقت يا أمير المؤمنين فوالله لقد أعطاك الله الفضيلة بالقرابة من نبينا صلى الله عليه وآله وأسعدك بأن جعلك أخاه ، تنزل منه بمنزلة هارون من موسى ، وفضلك بالمواقف التي باشرتها ، والأهوال التي ركبتها ، وذخرك الذي ذكرت وأكثر منه مما لم تذكره مما ليس لأحد من المسلمين مثله ، يقول ذلك من شهدك منا مع نبينا ومن شهدك منا بعده فأخبرنا يا أمير المؤمنين بما امتحنك الله بعد نبينا صلى الله عليه وآله فاحتملته وصبرت عليه ، فإنا لو شئنا أن نصف ذلك لك لوصفناه علما " منا به وظهورا " عليه إلا أنا نحب أن نسمع منك ذلك كما سمعنا منك ما امتحنك الله به في حياته فأطعته فيه . قال : يا أخا اليهود إن الله تبارك وتعالى امتحنني بعد وفاة نبيه صلى الله عليه وآله في سبعة مواطن فوجدني فيهن من غير تزكية لنفسي بمنه ونعمته صبورا " . أما أولهن فإنه لم يكن لي خاصة دون المسلمين عامة أحد آنس به ولا أعتمد عليه ولا أستنيم إليه [1] ولا أتقرب إلى الله بطاعته ولا أنهج به في السراء ولا أستريح إليه في الضراء غير رسول الله صلى الله عليه وآله وهو رباني صغيرا " وبوأني كبيرا " وكفاني العيلة وجبرني من اليتم و أغناني عن الطلب ووقاني المكسب وعال لي النفس والأهل والولد هذا في تصاريف أمر الدنيا مع ما خصني به من الدرجات التي قادتني إلى معالي الحظوة عند الله [2] فنزل بي
[1] استنام الرجل : نام وطلب النوم وتظاهر بالنوم كذبا " ، واستنام إليه : سكن إليه سكون النائم ، واستنام إلى الشئ : استأنس به . [2] الحظوة - بالضم والكسر - : المكانة والمنزلة عند الناس .
169
نام کتاب : الاختصاص نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 169