نام کتاب : الاختصاص نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 154
وأي دار بعد داركم تمنعون ، فكان في آخر حربه أشد أسفا " وغيظا " وقد خذله الناس . [1] قال : فما الحفظ ؟ قال : هو الذي تسميه العرب العقل ، لم يخبره رسول الله صلى الله عليه وآله بشئ قط إلا حفظه ، ولا نزل عليه شئ قط إلا وعى به ، ولا نزل من أعاجيب السماء شئ قط إلى الأرض إلا سأل عنه حتى نزل فيه " وتعيها أذن واعية " [2] . وأتى يوما " باب النبي صلى الله عليه وآله وملائكته يسلمون عليه وهو واقف حتى فرغوا ، ثم دخل على النبي صلى الله عليه وآله فقال له : يا رسول الله سلم عليك أربع مائة ملك ونيف ، قال : وما يدريك ؟ قال : حفظت لغاتهم . فلم يسلم عليك ملك إلا بلغة غير لغة صاحبه . قال السيد : [3] فظل يعقد بالكفين مستمعا " * كأنه حاسب من أهل دارينا أدت إليه بنوع من مفادتها * سفائن الهند يحملن الربا بينا [4] قال ابن دأب : وأهل دارينا قرية من قرى أهل الشام [ أ ] وأهل جزيرة أهلها أحسب قوم . ثم الفصاحة ، وثب الناس إليه فقالوا : يا أمير المؤمنين ما سمعنا أحدا " قط أفصح منك ولا أعرب كلاما " منك ، قال : وما يمنعني وأنا مولدي بمكة . قال ابن دأب : فأدركت الناس وهم يعيبون كل من استعان بغير الكلام الذي يشبه الكلام الذي هو فيه [5] ويعيبون الرجل الذي يتكلم ويضرب بيده على بعض جسده أو على الأرض أو يدخل في كلامه ما يستعين به فأدركت الأولى وهم يقولون : كان عليه السلام يقوم فيتكلم بالكلام منذ ضحوة [6] إلى أن تزول الشمس ، لا يدخل في كلامه غير الذي تكلم
[1] هذه الخطبة مروية في البيان والتبيين ج 2 ص 56 وتاريخ الطبري ج 4 ص 67 ونهج البلاغة بتغييرات . [2] الحاقة : 11 . [3] أراد به السيد إسماعيل الحميري المعروف مادح أهل البيت . [4] الربا بين جمع ربان - بضم الراء وشد الباء الموحدة - هو رئيس الملاحين . وفي بعض النسخ [ سفائن الهند يعلقن الربا بينا ] . [5] هكذا في النسختين وفي البحار . [6] الضحوة : ارتفاع النهار بعد طلوع الشمس .
154
نام کتاب : الاختصاص نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 154