responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاختصاص نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 140


المؤمنون فمن أمرك علينا ؟ فقال : ناولني كتابك ، قال : إني لأكره أن أطأ بساطك ، قال فناوله وزيري ، قال : خان الوزير وظلم الأمير ، قال : فناوله غلامي ، قال : غلام سوء اشتراه مولاه من غير حل واستخدمه في غير طاعة الله ، قال : فما الحيلة يا أعرابي ؟ قال : ما يحتال مؤمن مثلي لمنافق مثلك قم صاغرا " فخذه ، فقام معاوية صاغرا " فتناوله ثم فصه وقرأ ثم قال : يا أعرابي كيف خلفت عليا " ؟ قال : خلفته والله جلدا " ، حريا " ، ضابطا " ، كريما " ، شجاعا " ، جوادا " ، لم يلق جيشا " إلا هزمه ولا قرنا " إلا أرداه ولا قصرا " إلا هدمه ، قال :
فكيف خلفت الحسن والحسين ؟ قال : خلفتهما صلوات الله عليهما صحيحين ، فصيحين ، كريمين ، شجاعين ، جوادين ، شابين ، طريين مصلحان للدنيا والآخرة ، قال : فكيف خلفت أصحاب علي ؟ قال : خلفتهم وعلي عليه السلام بينهم كالبدر وهم كالنجوم ، إن أمرهم ابتدروا وإن نهاهم ارتدعوا ، فقال له : يا أعرابي ما أظن بباب علي أحدا أعلم منك ، قال :
ويلك استغفر ربك وصم سنة كفارة لما قلت ، كيف لو رأيت الفصحاء الأدباء النطقاء ، و وقعت في بحر علومهم لغرقت يا شقي ، قال : الويل لأمك ، قال : بل طوبى لها ولدت مؤمنا " يغمز منافقا " مثلك ، قال له : يا أعرابي هل لك في جائزة ؟ قال : أرى استنقاص روحك ، فكيف لا أرى استنقاص مالك [1] ، فأمر له بمائة ألف درهم ، قال : أزيدك يا أعرابي ؟ قال أسد يدا " سد أبدا " [2] ، فأمر له بمائة ألف أخرى ، فقال ثلثها فإن الله فرد ، ثم ثلثها ، فقال : الآن ما تقول ؟ فقال : أحمد الله وأذمك ، قال : ولم ويلك ؟ قال : لأنه لم يكن لك ولأبيك ميراثا " ، إنما هو من بيت مال المسلمين أعطيتنيه .
ثم أقبل معاوية على كاتبه فقال اكتب للأعرابي جوابا " فلا طاقة لنا به فكتب أما بعد يا علي فلأوجهن إليك بأربعين حملا " من خردل مع كل خردلة ألف مقاتل يشربون الدجلة ويسقون الفرات ، فلما نظر الطرماح إلى ما كتب به الكاتب أقبل على معاوية فقال له : سوءة لك يا معاوية فلا أدري أيكما أقل حياء أنت أم كاتبك ؟ ويلك لو جمعت الجن والإنس وأهل الزبور والفرقان كانوا لا يقولون بما قلت ، قال : ما كتبه عن أمري ، قال :



[1] في غيره من نسخ الحديث " أريد استقباض روحك من جسدك فكيف باستقباض مالك " .
[2] كذا وفي البحار أي اعط نعمة تكون أبدا " سيدا " للقوم . وفي بعض النسخ [ سديدا " سديدا " ] .

140

نام کتاب : الاختصاص نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 140
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست