responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاختصاص نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 60


يا ساتر العيوب وسامع كل صوت " . [1] * ( حديث موسى بن جعفر عليهما السلام مع يونس بن عبد الرحمن ) * قال يونس بن عبد الرحمن يوما " لموسى بن جعفر عليهما السلام : أين كان ربك حين لا سماء مبنية ولا أرضا " مدحية ؟ قال : كان نورا " في نور ونورا " على نور ، خلق من ذلك النور ماء منكدرا " فخلق من ذلك الماء ظلمة فكان عرشه على تلك الظلمة قال : إنما سألتك عن المكان ، قال : قال :
كلما قلت : أين فأين هو المكان ، قال : وصفت فأجدت إنما سألتك عن المكان الموجود المعروف قال : كان في علمه لعلمه فقصر علم العلماء عند علمه ، قال : إنما سألتك عن المكان قال :
يا لكع أليس قد أجبتك أنه كان في علمه لعلمه فقصر علم العلماء عند علمه [2] .



[1] رواه الصدوق - رحمه الله - في العيون بأدنى تغيير في اللفظ وفيه " قال لي : سر إلى حبسنا فاخرج موسى بن جعفر بن محمد وادفع إليه ثلاثين ألف درهم واخلع عليه خمس خلع واحمله على ثلاثة مراكب وخيره بين المقام معنا أو الرحيل عنا إلى أي بلد أراد وأحب " ورواه المجلسي في البحار ج 11 ص 396 .
[2] لم نعثر على تلك الرواية في مظانه من كتب الأصحاب . وقوله : " يا لكع " اللكع : العبد ، الأحمق ، الصبي ، الصغير . ومعنى الرواية على ما أفاده الأستاذ المعظم العلامة الطباطبائي هو أن السائل يسأل عن المكان المعروف وهو ما يستقر فيه الأجسام ويحويها أو ما يستقر عليه الأجسام ، وقد كرر السؤال في الرواية مرات حتى صرح به أخيرا " وأجابه عليه السلام فيما سأل عنه ، غير أنه جرد معنى المكان بحسب التحليل إلى ما " يستقر فيه الشئ أو يستقر عليه الشئ " كائنا ما كان . ثم ذكر أن لله سبحانه مكانا بمعنى ما يستقر فيه الشئ وهو علمه بنفسه فهو معلوم لعلم نفسه مستقر فيه ، فهو مكانه لا يسعه علم غير علمه بنفسه ، وأن له سبحانه مكانا " بمعنى ما يستقر عليه الشئ وهو عرشه الذي هو علمه الفعلي بجميع مخلوقاته ( على ما فسر به العرش في روايات أخر ) فله تعالى مكان بمعنى ما يستقر فيه الشئ وهو علمه الذي بنفسه ، ومكان بمعنى ما يستقر عليه الشئ وهو علمه الذي هو عرشه الذي يحكم عليه ويدبر به أمر خلقه . والدليل على تفسيره المكان بالمعنى الأول قوله عليه السلام : " كان نورا في نور " وقوله ثانيا وهو تكرار قوله الأول بمعناه : " كان في علمه لعلمه " وقوله ثالثا : " يا لكع أليس قد أجبتك أنه كان في علمه لعلمه - الخ - " . والدليل على تفسيره المكان بالمعنى الثاني قوله عليه السلام : " ونورا " على نور ، خلق من ذلك النور - الخ - " فقد استقر عرشه على الظلمة وعرشه نور لأنه علم ( وقد سمى عليه السلام العلم نورا " ) وهو تعالى على عرشه فهو نور على نور ، وهو مكانه تعالى وتقدس عن الجسم والجسمانيات فافهم ذلك . وأما قوله عليه السلام : " فقصر علم العلماء عند علمه " فإنما ذكره دفعا " لأن يتوهم أنه تعالى كما يتمكن في علم نفسه كذلك يتمكن في علم غيره . فذكر عليه السلام أن علم غيره محدود يقصر عن الإحاطة به تعالى .

60

نام کتاب : الاختصاص نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 60
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست