نام کتاب : الاختصاص نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 341
في حكم لقمان فيما أوصى به ابنه أنه قال : يا بني تعلمت بسبعة آلاف من الحكمة فاحفظ منها أربعة ومر معي إلى الجنة : أحكم سفينتك فإن بحرك عميق ، وخفف حملك فإن العقبة كؤود ، وأكثر الزاد فإن السفر بعيد ، وأخلص العمل فإن الناقد بصير [1] . بلغنا أن سلمان الفارسي - رضي الله عنه - دخل مجلس رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم فعظموه وقدموه وصدروه إجلالا " لحقه وإعظاما " لشيبته واختصاصه بالمصطفى وآله ، فدخل عمر فنظر إليه فقال : من هذا العجمي المتصدر فيما بين العرب ، فصعد رسول الله صلى الله عليه وآله المنبر فخطب فقال : إن الناس من عهد آدم إلى يومنا هذا مثل أسنان المشط ، لا فضل للعربي على العجمي ولا للأحمر على الأسود إلا بالتقوى ، سلمان بحر لا ينزف ، وكنز لا ينفد ، سلمان منا أهل البيت ، سلسل يمنح الحكمة ويؤتى البرهان [2] . قال : جرى ذكر سلمان وذكر جعفر الطيار بين يدي جعفر بن محمد صلى الله عليهم وهو متكئ ، ففضل بعضهم جعفرا " عليه وهناك أبو بصير فقال بعضهم : إن سلمان كان مجوسيا " ثم أسلم فاستوى أبو عبد الله عليه السلام جالسا " مغضبا " وقال : يا أبا بصير جعله الله علويا " بعد أن كان مجوسيا " وقرشيا " بعد أن كان فارسيا " فصلوات الله على سلمان وإن لجعفر شأنا " عند الله يطير مع الملائكة في الجنة - أو كلام يشبهه - . أبو عبد الله البرقي قال : لقيت أبا غيث الإصبهاني وكان من أصحاب ضرار فقلت له : ما حجتك على من خالفك ؟ فقال : الإجماع فقلت : لم يفهم المسألة فأعدتها عليه ثلاث مرات كل ذلك يقول : الإجماع ، فقلت : لم لم تفهم ؟ فقال لي : وكيف ذاك ؟ فقلت له : إني سألتك الحجة على من خالفك فقلت : الإجماع ولو كان الإجماع لم يخالفك أحد فقال : أردها عليك
[1] منقول في البحار ج 1 ص 325 . [2] نقله المحدث النوري في الباب الثاني من كتاب نفس الرحمن من كتاب الاختصاص وقال : السلسل كجعفر - الماء العذب أو البارد . ونقله المجلسي في البحار ج 6 باب أحوال سلمان وقال : لا يبعد أن يكون " سلسل " تصحيف " سلمان " ا ه لكنه بعيد لما حكى أن أمير المؤمنين عليه السلام سماه سلسل كما قاله المحدث النوري - ره - في مقدمة نفس الرحمن .
341
نام کتاب : الاختصاص نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 341