نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 94
غير متبوعين لقد اجترأتما . ثم قال للخزرج : احملوني من مكان الفتنة ، فحملوه وأدخلوه منزله ، فلما كان بعد ذلك بعث إليه أبو بكر أن قد بايع الناس فبايع . فقال : لا والله حتى أرميكم بكل سهم في كنانتي وأخضب منكم سنان رمحي وأضربكم بسيفي ما أقلت يدي فأقاتلكم بمن تبعني من أهل بيتي وعشيرتي ، ثم وأيم الله لو اجتمع الجن والإنس علي لما بايعتكما أيهما الغاصبان حتى أعرض على ربي وأعلم ما حسابي . فلما جاءهم كلامه قال عمر : لا بد من بيعته . فقال بشير بن سعد : إنه قد أبى ولج وليس بمبايع أو يقتل ، وليس بمقتول حتى يقتل معه الخزرج والأوس فاتركوه فليس تركه بضائر ، فقبلوا قوله وتركوا سعدا ، فكان سعد لا يصلي بصلاتهم ولا يقضي بقضائهم ، ولو وجد أعوانا لصال بهم ولقاتلهم ، فلم يزل كذلك مدة ولاية أبي بكر حتى هلك أبو بكر ، ثم ولى عمر وكان كذلك ، فخشى سعد غائلة عمر فخرج إلى الشام فمات بحوران [1] في ولاية عمر ولم يبايع أحدا . وكان سبب موته أن رمي بسهم في الليل فقتله ، وزعم أن الجن رموه ، وقيل أيضا إن محمد بن سلمة الأنصاري تولى ذلك بجعل جعل له عليه ، وروي أنه تولى ذلك المغيرة بن شعبة وقيل خالد بن الوليد . قال وبايع جماعة الأنصار ومن حضر من غيرهم ، وعلي بن أبي طالب مشغول بجهاز رسول الله صلى الله عليه وآله ، فلما فرغ من ذلك وصلى على النبي صلى الله عليه وآله والناس يصلون عليه من بايع أبا بكر ومن لم يبايع جلس في المسجد ، فاجتمع عليه بنو هاشم ومعهم الزبير بن العوام ، واجتمعت بنو أمية إلى عثمان بن عفان وبنو زهرة إلى عبد الرحمن بن عوف ، فكانوا في المسجد كلهم مجتمعين إذ أقبل أبو بكر ومعه عمر وأبو عبيدة بن الجراح فقالوا : ما لنا نراكم خلقا شتى قوموا فبايعوا أبا بكر فقد بايعته الأنصار والناس ، فقام عثمان وعبد الرحمن بن عوف ومن معهما فبايعوا ،
[1] حوران بالفتح : كورة واسعة من أعمال دمشق في القبلة ذات قرى كثيرة ومزارع ، قصبتها بصرى ، ومنها أذرعات وزرع وغيرهما . مراصد الاطلاع 1 - 435
94
نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 94