نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 72
أمره بلا مشاورة مشير ولا معه شريك في تقدير ولا تفاوت في تدبير ، صور ما أبدع على غير مثال وخلق ما خلق بلا معونة من أحد ولا تكلف ولا احتيال ، أنشأها فكانت وبرأها فبانت ، فهو الله الذي لا إله إلا هو المتقن الصنعة الحسن الصنيعة العدل الذي لا يجور والإكرم الذي ترجع إليه الأمور . وأشهد أنه الذي تواضع كل شئ لقدرته وخضع كل شئ لهيبته ملك الأملاك ومفلك الأفلاك ومسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى ، يكور الليل على النهار [1] ويكور النهار على الليل يطلبه حثيثا ، قاسم كل جبار عنيد ومهلك كل شيطان مريد ، لم يكن معه ضد ولا ند ، أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ، إله واحد ورب ماجد يشاء فيمضي ويريد فيقضي ويعلم فيحصي ويميت ويحيي ويفقر ويغني ويضحك ويبكي ويمنع ويعطي ، له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شئ قدير ، يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل لا إله إلا هو العزيز الغفار ، مجيب الدعاء ومجزل العطاء ، محصي الأنفاس ورب الجنة والناس ، لا يشكل عليه شئ ولا يضجره صراخ المستصرخين ولا يبرمه إلحاح الملحين ، العاصم للصالحين والموفق للمفلحين ومولى العالمين ، الذي استحق من كل من خلق أن يشكره ويحمده . أحمده على السراء والضراء والشدة والرخاء ، وأؤمن به وبملائكته وكتبه ورسله ، أسمع أمره وأطيع وأبادر إلى كل ما يرضاه واستسلم لقضائه رغبة في طاعته وخوفا من عقوبته ، لأنه الله الذي لا يؤمن مكره ولا يخاف جوره ، وأقر له على نفسي بالعبودية وأشهد له بالربوبية وأؤدي ما أوحي إلى حذرا من أن لا أفعل فتحل بي منه قارعة [2] لا يدفعها عني أحد وإن عظمت حيلته لا إله إلا هو ، لأنه قد أعلمني أني إن لم أبلغ ما أنزل إلي فما بلغت رسالته
[1] كور الشئ : أدارته . ضم بعضه إلى بعض ككور العمامة ، ويكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل : إشارة إلى جريان الشمس في مطالعها وانتقاص الليل والنهار وازدياد هما . [2] القارعة : الداهية والنكبة المهلكة .
72
نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 72