نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 60
ذلك على طريق علي الذي لا بد له من سلوكه ليقع هو ودابته في الحفيرة التي قد عمقوها ، وكان ما حوالي المحفور أرض ذات حجارة ودبروا على أنه إذا وقع مع دابته في ذلك المكان كبسوه بالأحجار حتى يقتلوه . فلما بلغ علي عليه السلام قرب المكان لوى فرسه عنقه وأطاله الله فبلغت جحفلته [1] أذنيه وقال : يا أمير المؤمنين قد حفر لك هيهنا ودبر عليك الحتف وأنت أعلم لا تمر فيه . فقال له علي عليه السلام : جزاك الله من ناصح خيرا كما تدبر تدبيري وإن الله عز وجل لا يخليك من صنعه الجميل ، وسار حتى شارف المكان فوقف الفرس خوفا من المرور على المكان ، فقال علي عليه السلام : سر بإذن الله سالما سويا عجيبا شأنك بديعا أمرك ، فتبادرت الدابة فإن الله عز وجل قد متن الأرض [2] وصلبها [ ولام [3] حفرها ] كأنها لم تكن محفورة وجعلها كسائر الأرض ، فلما جاوزها علي عليه السلام لوى الفرس عنقه ووضع جحفلته على أذنه ثم قال : ما أكرمك على رب العالمين أجازك على هذا المكان الخاوي [4] . فقال أمير المؤمنين عليه السلام : جازاك الله بهذه السلامة عن نصيحتك التي نصحتني بها . ثم قلب وجه الدابة إلى ما يلي كفلها والقوم معه بعضهم أمامه وبعضهم خلفه وقال ، اكشفوا عن هذا المكان فكشفوا فإذا هو خاو لا يسير عليه أحد إلا وقع في الحفرة ، فأظهر القوم الفزع والتعجب مما رأوا منه ، فقال علي عليه السلام للقوم : أتدرون من عمل هذا ؟ قالوا : لا ندري . قال عليه السلام : لكن فرسي هذا يدري ، يا أيها الفرس كيف هذا ومن دبر هذا ؟ فقال الفرس : يا أمير المؤمنين عليه السلام إذا كان الله عز وجل يبرم ما يروم جهال القوم نقضه أو كان ينقض ما يروم جهال الخلق إبرامه فالله
[1] الجحفلة لذي الحافر كالشفة للانسان . [2] متن الأرض : صلب متنه وقواه . [3] لام حفرها : جمع حفرها ، كأن الحفيرة ملئت وأرجعت إلى ما كانت عليه قبل ذلك . [4] الخاوي : الخالي ، القفر
60
نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 60