نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 50
كلما أخبراكم به عن الله أنه يكون لا يكون وما أخبراكم به أنه لا يكون لعله يكون ، وكذلك ما أخبراكم أنه لم يكن لعله كان ، ولعل ما وعده من الثواب يمحوه ولعل ما توعد به من العقاب يمحوه فإنه يمحو ما يشاء ويثبت . إنكم جهلتم معنى يمحو الله ما يشاء ويثبت فلذلك أنتم بالله كافرون ولأخباره عن الغيوب مكذبون وعن دين الله منسلخون . ثم قال سلمان : فإني أشهد أنه من كان عدوا لجبرئيل فإنه عدو لميكائيل وأنهما جميعا عدوان لمن عاداهما مسالمان لمن سالمهما ، فأنزل الله تعالى عند ذلك موافقا لقول سلمان : " قل من كان عدوا لجبريل " في مظاهرته لأولياء الله على أعداء الله ونزوله بفضائل علي عليه السلام ولي الله من عند الله " فإنه نزله " فإن جبرئيل نزل هذا القرآن " على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه " من سائر كتب الله " وهدى " من الضلالة " وبشرى للمؤمنين " [1] بنبوة محمد وولاية علي عليه السلام ومن بعده من الأئمة [ الاثني عشر ] بأنهم أولياء الله حقا إذا ماتوا على موالاتهم لمحمد وعلي وآلهما الطيبين . ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا سلمان إن الله صدق قيلك ووافق رأيك ، وإن جبرئيل عن الله تعالى يقول : يا محمد سلمان والمقداد أخوان متصافيان في ودادك ووداد علي أخيك ووصيك وصفيك ، وهما في أصحابك كجبرائيل وميكائيل في الملائكة عدوان لمن أبغض أحدهما وليان لمن والى محمدا وعليا عدوان لمن عادى محمدا وعليا وأولياء هما ، ولو أحب أهل الأرض سلمان والمقداد كما تحبهما ملائكة السماوات والحجب والكرسي والعرش لمحض ودادهما لمحمد وعلي وموالاتهما لأوليائهما ومعاداتهما لأعدائهما لما عذب الله أحدا منهم بعذاب البتة . وقال أبو محمد الحسن العسكري عليه السلام : لما نزلت هذه الآية " ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة " [2] في حق اليهود والنواصب فغلظ على اليهود ما وبخهم به رسول الله ، فقال جماعة من رؤسائهم وذوي الألسن