نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 385
وحضريها ، وناسخها ومنسوخها ، ومحكمها ومتشابهها ، وتأويلها وتنزيلها لأنبأتكم . فقام إليه رجل فقال : يا أمير المؤمنين هل رأيت ربك ؟ فأجابه بما تقدم ذكرنا إياه [1] . قال : فسلوني قبل أن تفقدوني . فقام إليه رجل من أقصي المجلس فقال : يا أمير المؤمنين دلني على عمل ينجيني الله به من النار ، ويدخلني الجنة ! قال : اسمع ، ثم افهم ، ثم استيقن ، قامت الدنيا بثلاث : بعالم ناطق مستعمل لعلمه ، وبغني لا يبخل بماله على أهل دين الله ، وبفقير صابر . فإذا كتم العالم علمه ، وبخل الغني بماله ، ولم يصبر الفقير على فقره ، فعندها الويل والثبور ، وكادت الأرض أن ترجع إلى الكفر بعد الإيمان . أيها السائل لا تغترن بكثرة المساجد ، وجماعة أقوام أجسادهم مجتمعة وقلوبهم متفرقة ، فإنما الناس ثلاث : زاهد ، وراغب ، وصابر . أما الزاهد فلا يفرح بالدنيا إذا أتته ، ولا يحزن عليها إذا فاتته . وأما الصابر فيتمناها بقلبه ، فإن أدرك منها شيئا صرف عنها نفسه لعلمه بسوء العاقبة . وأما الراغب فلا يبالي من حل أصابها أم من حرام . ثم قال : يا أمير المؤمنين فما علامة المؤمن في ذلك الزمان ؟ قال ينظر إلى ولي الله فيتولاه ، وإلي عدو الله فيتبرأ منه وإن كان حميما قريبا . قال : صدقت والله يا أمير المؤمنين ثم غاب فلم ير . فقال : هذا أخي الخضر عليه السلام تمام الخبر . وعن الأصبغ بن نباتة قال : خطبنا أمير المؤمنين عليه السلام على منبر الكوفة فحمد الله وأثني عليه ، ثم قال :
[1] مر جوابه عليه السلام لسائل سأله السؤال نفسه فقال : " لم أك بالذي أعبد من لم أره . . الخ " فراجعه .
385
نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 385