نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 357
والليلة يموت مثلهم ، وهذا منهم - وأومى بيده إلى سعد بن مسعدة الحارثي لعنه الله وكان جاسوسا للخوارج في عسكر أمير المؤمنين عليه السلام - فظن الملعون : أنه يقول : خذوه ، فأخذ بنفسه فمات ، فخر الدهقان ساجدا . فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : ألم أروك من عين التوفيق ؟ قال : بلى يا أمير المؤمنين . فقال أمير المؤمنين عليه السلام : أنا وأصحابي لا شرقيون ولا غربيون ، نحن ناشئة القطب وأعلام الفلك ، أما قولك انقدح من برجلك النيران ، فكان الواجب عليك أن تحكم لي به إلا علي ، أما نوره وضياؤه فعندي ، وأما حريقه ولهبه فذاهب عني ، وهذه مسألة عميقة احسبها إن كنت حاسبا . وروي أنه عليه السلام لما أراد المسير إلى الخوارج قال له بعض أصحابه : إن سرت في هذا الوقت خشيت أن لا تظفر بمرادك من طريق علم النجوم . فقال عليه السلام : أتزعم أنك تهدي إلى الساعة التي من سار فيها صرف عنه السوء ، وتخوف الساعة التي من سار فيها حاق به الضر ، فمن صدقك بهذا فقد كذب القرآن ، واستغنى عن الاستعانة بالله في نيل المحبوب ودفع المكروه ، وينبغي في قولك للعامل بأمرك أن يوليك الحمد دون ربه ، لأنك بزعمك أنت هديته إلى الساعة التي نال فيها النفع وأمن الضر . أيها الناس إياكم وتعلم النجوم ، إلا ما يهتدى به في بر أو بحر ، فإنه يدعو إلى الكهانة ، المنجم كالكاهن ، والكاهن كالساحر ، والساحر كالكافر ، والكافر في النار ، سيروا على اسم الله وهونه ، ومضى فظفر بمراده صلوات الله عليه . * * *
357
نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 357