نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 303
له : " كان بعد أن لم يكن " فتجري عليه صفات المحدثات ، ولا يكون بينه وبينها فصل ، ولا له عليها فضل ، فيستوي الصانع والمصنوع ، ويتكافأ المبتدع والبديع [1] خلق الخلائق على غير مثال خلا من غيره [2] ولم يستعن على خلقها بأحد من خلقه أنشأ الأرض فأمسكها من غير اشتغال ، وأرساها على غير قرار [3] وأقامها بغير قوائم ، ورفعها بغير دعائم ، وحصنها من الأود والاعوجاج ، ومنعها من التهافت والانفراج [4] أرسى أوتادها ، وضرب أسدادها ، واستفاض عيونها ، وخد أوديتها [5] فلم يهن ما بناه ، ولا ضعف ما قواه ، هو الظاهر عليها بسلطانه وعظمته ، والباطن لها بعلمه ومعرفته ، والعالي على كل شئ منها بجلالته وعزته ، لا يعجزه شئ منها طلبه ، ولا يمتنع عليه فيغلبه ، ولا يفوته السريع منها فيسبقه ، ولا يحتاج إلى ذي مال فيرزقه ، خضعت الأشياء له ، وظلت مستكينة لعظمته [6] لا تستطيع الهرب من سلطانه إلى غيره ، فتمتنع من نفعه وضره ، ولا كفؤ له فيكافئه [7] ولا نظير له فيساويه ، هو المفني لها بعد وجودها ، حتى يصير موجودها كمفقودها ، وليس فناء الدنيا بعد ابتداعها بأعجب من إنشائها واختراعها ، وكيف ! ولو اجتمع
[1] في بعض النسخ . ( الصفات المحدثات ) . [2] خلا : أي مضى . [3] أرساها : أثبتها على غير قرار . [4] الأود - بالتحريك - الاعوجاج . والتهافت . التساقط قطعة قطعة . [5] الأسداد - جمع السد - بمعنى الجبل أو الحاجز . وبالضم بمعنى السحاب الأسود . وخد : بمعنى شق [6] الاستكانة : الخضوع . [7] أي : يساويه في جوب الوجود
303
نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 303