responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 3


بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله المتعالي عن صفات المخلوقين ، المنزه عن نعوت الناعتين ، المبرأ مما لا يليق بوحدانيته ، المرتفع عن الزوال والفناء بوجوب إلهيته ، الذي استعبد الخلائق بحمد ما تواتر عليهم من نعمائه ، وترادف لديهم من حسن بلائه ، وتتابع من أياديه وعواطفه ، وتفاقم من مواهبه وعوارفه ، جم عن الاحصاء عددها ، وفاق عن الإحاطة بها مددها ، وخرست ألسن الناطقين بالشكر عليها عن أداء ما وجب من حقها لديها .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، شهادة يثقل بها ميزان العارفين وتبيض بها وجوههم يوم الدين ، وأشهد أن محمدا عبده المصطفى ورسوله المجتبى خاتم الرسل والأنبياء وسيد الخلائق كلهم والأصفياء ، وأن وصيه علي بن أبي طالب عليه السلام خير وصي وصي وخير إمام ولي ، وأن عترته الطاهرة خير العترة الأئمة الهادية الاثنا عشر أمناء الله في بلاده وحججه على عباده ، بهم تمت علينا نعمته وعلت كلمته ، اختارهم للبرية إظهارا للطفه وحكمته وإنارة لأعلام عدله ورحمته فانزاحت بهم علة العبيد ، وزهق باطل كل مستكبر عنيد ، بأن عصمهم من الذنوب وبرأهم من العيوب حفظا منه للشرائع والأحكام ، وسياسة لهم وهيبة لأهل المعاصي والآثام ، وزجرا عن التغاشم والتكالب ، وردعا عن التظالم والتواثب ، وتأديبا بهم لأهل العتو والعدوان ، ودفعا لما تدعو إليه دواعي الشيطان ، ولم يهملهم سدى بلا حجة فيهم معصوم إما ظاهر مشهور أو غائب مكتوم ، لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الحجة ، ولا يلتبس عليهم في دينه المحجة ، ولم يجعل إليهم اختياره لعلمه بأنهم لا يعلمون أسراره ، ولأنه عز وجل متعال عن فعل شئ لا يجوز عليه مثل تكليف ما لا يهتدي العباد إليه ، وقد نزه نفسه عن أن يشرك به أحدا في الاختيار

3

نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 3
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست