نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 281
وإن لم تجد أعوانا فكف يدك واحقن دمك حتى تلحق بي مظلوما " فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وآله اشتغلت بدفنه والفراغ من شأنه ثم آليت يمينا [1] أني لا أرتدي إلا للصلاة حتى أجمع القرآن ففعلت ، ثم أخذته وجئت به فأعرضته عليهم قالوا : لا حاجة لنا به ، ثم أخذت بيد فاطمة ، وابني الحسن والحسين ، ثم درت على أهل بدر ، وأهل السابقة ، فأنشدتهم حقي ، ودعوتهم إلى نصرتي ، فما أجابني منهم إلا أربعة رهط : سلمان ، وعمار والمقداد ، وأبو ذر ، وذهب من كنت أعتضد بهم على دين الله من أهل بيتي ، وبقيت بين حفيرين قريبي العهد بجاهلية عقيل والعباس . فقال له الأشعث : كذلك كان عثمان لما لم يجد أعوانا كف يده حتى قتل . فقال له أمير المؤمنين : يا بن الخمارة ليس كما قست ، إن عثمان جلس في غير مجلسه ، وارتدى بغير ردائه ، صارع الحق ، فصرعه ألحق ، والذي بعث محمدا بالحق لو وجدت يوم بويع أخو تيم أربعين رهط لجاهدتهم في الله إلى أن أبلي عذري ثم قال : أيها الناس إن الأشعث لا يزن عند الله جناح بعوضة ، وإنه أقل في دين الله من عفطة عنز [2] . وروى جماعة من أهل النقل من طرق مختلفة عن ابن عباس قال : كنت عند أمير المؤمنين بالرحبة [3] فذكرت الخلافة وتقدم من تقدم عليه
[1] آليت : أقسمت . [2] العفطة من الشاة : كالعطس من الإنسان . [3] تجد هذه الخطبة في ج 1 من نهج البلاغة ص 25 وهي الخطبة المعروفة ب " الشقشقية " لقوله " ع " في جواب ابن عباس : " هيهات هيهات تلك شقشقة هدرت ثم قرت " وتعرف أيضا " بالمقمصة " لقوله عليه السلام : " أما والله لقد تقمصها ابن أبي قحافة " تسمية للشئ بأشهر ألفاظه كما هو الحال في أسماء سور القرآن الكريم كسورة آل عمران ، والرحمن ، والواقعة ، ويس وغيرها . وهذه الخطبة الجليلة في حسن أسلوبها ، وبديع نظمها ، وفصاحة ألفاظها ، دليل لا يقبل التردد ، ولا يتطرق إليه الشك في كونها صادرة عن مركز الثقل الإلهي ، ومعدن الوصاية والإمامة ، فهي حقا كما قيل : " فوق كلام المخلوق دون كلام الخالق " وقد رواها الشيخ المفيد في الإرشاد ص 137 وقال ابن أبي الحديد في شرحه على النهج ص 69 ج 1 : حدثني شيخي أبو الخير مصدق بن شبيب الواسطي في سنة " 603 " قال : قرأت على الشيخ أبي محمد بن عبد الله بن أحمد المعروف بابن الخشاب هذه الخطبة . إلى أن قال : فقلت له : أتقول إنها منحولة ؟ فقال : لا والله ، وإني لأعلم : صدورها منه كما أعلم : أنك " مصدق " قال : فقلت له : إن كثيرا من الناس يقولون : إنها من كلام الرضي رحمة الله تعالى فقال : أنى للرضي ولغير الرضي هذا النفس وهذا الأسلوب ؟ قد وقفنا على رسائل الرضي وعرفنا طريقته وفنه في الكلام المنثور ، وما يقع مع هذا الكلام في " خل ولا خمر " ثم قال : والله لقد وقفت على هذه الخطبة في كتب صنفت قبل أن يخلق الرضي بمائتي سنة ، ولقد وجدتها مسطورة بخطوط أعرفها ، وأعرف من هو من العلماء وأهل الأدب قبل أن يخلق النقيب أبو أحمد ولد الرضي قلت : وقد وجدت أنا كثيرا من هذه الخطبة في تصانيف شيخنا أبي القاسم البلخي إمام البغداديين من المعتزلة ، وكان في دولة المقتدر قبل أن يخلق الرضي بمدة طويلة ، ووجدت أيضا كثيرا منها في كتاب أبي جعفر ابن قبة أحد متكلمي الإمامية ، وهو الكتاب المشهور المعروف بكتاب " الإنصاف " وكان أبو جعفر هذا من تلامذة الشيخ أبي القاسم البلخي رحمه الله تعالى ، ومات في ذلك العصر قبل أن يكون الرضي رحمه الله تعالى موجودا .
281
نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 281