responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 247


فقال : رجل لا يدع لله حرمة إلا انتهكها فقيل أفيموت أو يقتل ؟ فقال : يقصمه قاصم الجبارين بموت فاحش يحترق منه دبره لكثرة ما يجري من بطنه ، يا أخا بكر أنت امرء ضعيف الرأي ، أو ما علمت أنا لا نأخذ الصغير بذنب الكبير ، وأن الأموال كانت لهم قبل الفرقة ، وتزوجوا على رشدة ، وولدوا على فطرة ، وإنما لكم ما حوى عسكركم ، وما كان في دورهم فهو ميراث . فإن عدا أحد منهم أخذناه بذنبه ، وإن كف عنا لم نحمل عليه ذنب غيره ، يا أخا بكر لقد حكمت فيهم بحكم رسول الله صلى الله عليه وآله في أهل مكة ، فقسم ما حوى العسكر ، ولم يتعرض لما سوى ذلك وإنما اتبعت أثره حذو النعل بالنعل ، يا أخا بكر أما علمت أن دار الحرب يحل ما فيها ، وأن دار الهجرة يحرم ما فيها إلا بالحق ، فمهلا مهلا رحمكم الله فإن لم تصدقوني وأكثرتم علي - وذلك إنه تكلم في هذا غير واحد - فأيكم يأخذ عائشة بسهمه ؟ فقالوا : يا أمير المؤمنين أصبت وأخطأنا ، وعلمت وجهلنا ، فنحن نستغفر الله تعالى ، ونادى الناس من كل جانب : أصبت يا أمير المؤمنين ، أصاب الله بك الرشاد ، والسداد ، فقام عباد فقال :
أيها الناس إنكم والله لو اتبعتموه وأطعتموه لن يضل بكم عن منهل نبيكم حتى قيس شعرة ، وكيف لا يكون ذلك وقد استودعه رسول الله صلى الله عليه وآله علم المنايا والقضايا وفصل الخطاب على منهاج هارون وقال له : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي فضلا خصه الله به وإكراما منه لنبيه صلى الله عليه وآله حيث أعطاه ما لم يعط أحدا من خلقه .
ثم قال أمير المؤمنين عليه السلام : انظروا رحمكم الله ما تؤمرون فامضوا له ، فإن العالم أعلم بما يأتي به من الجاهل الخسيس الأخس ، فإني حاملكم إنشاء الله إن أطعتموني على سبيل النجاة ، وإن كان فيه مشقة شديدة ، ومرارة عديدة . والدنيا حلوة الحلاوة لمن اغتر بها من الشقاوة والندامة عما قليل . ثم إني أخبركم أن جيلا من بني إسرائيل أمرهم نبيهم أن لا يشربوا من النهر فلجوا في ترك أمره فشربوا منه إلا قليل منهم ، فكونوا رحمكم الله من أولئك الذين أطاعوا نبيهم ولم يعصوا ربهم

247

نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي    جلد : 1  صفحه : 247
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست