نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 222
حقهم ، ولم يقل ذلك في شئ من الأشياء غير ذلك ، وإنما أمر العامة أن يبلغوا العامة حجة من لا يبلغ عن رسول الله جميع ما بعثه الله به غيرهم ، ألا ترى يا طلحة أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لي - وأنتم تسمعون - : " يا أخي إنه لا يقضي عني ديني ولا يبرئ ذمتي غيرك ، تبرئ ذمتي ، وتؤدي ديني وغراماتي ، وتقاتل على سنتي " فلما ولي أبو بكر قضى عن رسول الله صلى الله عليه وآله عداته ودينه ، فاتبعتموه جميعا ، فقضيت دينه وعداته ، وقد أخبرهم أنه لا يقضي عنه دينه وعداته غيري ، ولم يكن ما أعطاهم أبو بكر قضاء لدينه وعداته ، وإنما كان الذي قضى من الدين والعدة هو الذي أبرءه منه ، وإنما بلغ عن رسول الله صلى الله عليه وآله جميع ما جاء به من عند الله من بعد الأئمة الذين فرض الله في الكتاب طاعتهم ، وأمر بولايتهم ، الذين من أطاعهم فقد أطاع الله ، ومن عصاهم فقد عصى الله . فقال طلحة : " فرجت عني ، ما كنت أدري ما عنى بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله حتى فسرته لي ، فجزاك الله يا أبا الحسن عن جميع أمة محمد الجنة ، يا أبا الحسن شيئا أريد أن أسألك عنه ، رأيتك خرجت بثوب مختوم ، فقلت : أيها الناس إني لم أزل مشتغلا برسول الله بغسله ، وكفنه ، ودفنه ، ثم اشتغلت بكتاب الله حتى جمعته ، فهذا كتاب الله عندي مجموعا لم يسقط حتى حرف واحد ، ولم أر ذلك الذي كتبت وألفت ، وقد رأيت عمر بعث إليك أن ابعث به إلي فأبيت أن تفعل فدعا عمر الناس فإذا شهد رجلان على آية كتبها ، وإن لم يشهد عليها غير رجل واحد أرجأها [1] فلم يكتب ، فقال عمر : وأنا أسمع إنه قد قتل يوم اليمامة قوم كانوا يقرؤون قرآنا لا يقرأه غيرهم ، فقد ذهب وقد جاءت شاة إلى صحيفة وكتاب يكتبون فأكلتها وذهب ما فيها والكاتب يومئذ عثمان ، وسمعت عمر وأصحابه الذين ألفوا ما كتبوا على عهد عمر وعلى عهد عثمان يقولون : إن الأحزاب كانت تعدل سورة البقرة ، وإن النور ستون ومائة آية ، والحجر تسعون ومائة آية ، فما هذا ؟ وما يمنعك يرحمك الله أن تخرج كتاب الله إلى الناس ، وقد عهد عثمان حين أخذ