نام کتاب : الاحتجاج نویسنده : الشيخ الطبرسي جلد : 1 صفحه : 107
علموا إمامهم ومفزعهم بعد نبيهم ، فانطلق إبليس كئيبا حزينا ، فأخبرني رسول الله صلى الله عليه وآله أن لو قد قبض إن الناس سيبايعون أبا بكر في ظلة بني ساعدة بعد أن تخاصمهم بحقك وحجتك ، ثم يأتون المسجد فيكون أول من يبايعه على منبري إبليس في صورة شيخ كبير مستبشر يقول كذا وكذا ، ثم تجتمع شياطينه وأبالسته فيخر ويكسع [1] ثم يقول كذا زعمتم أن ليس لي عليهم سبيل فكيف رأيتموني صنعت بهم حين تركوا أمر من أمرهم الله بطاعته وأمرهم رسوله . فقال سلمان : فلما كان الليل حمل علي فاطمة على حمار وأخذ بيد ابنيه الحسن والحسين ، فلم يدع أحدا من أهل بدر من المهاجرين ولا من الأنصار إلا أتى منزله وذكر حقه ودعاه إلى نصرته ، فما استجاب له من جميعهم إلا أربعة وأربعون رجلا ، فأمرهم أن يصبحوا بكرة محلقين رؤوسهم معهم سلاحهم وقد بايعوه على الموت ، فأصبح ولم يوافه منهم أحد غير أربعة . قلت لسلمان : من الأربعة ؟ قال : أنا وأبو ذر والمقداد والزبير بن العوام . ثم أتاهم من الليلة الثانية فناشدهم الله فقالوا : نصحبك بكرة ، فما منهم أحد وفى غيرنا ، ثم الليلة الثالثة فما وفى أحد غيرنا ، فلما رأى علي عليه السلام عذرهم وقلة وفائهم لزم بيته وأقبل على القرآن يؤلفه ويجمعه ، فلم يخرج حتى جمعه كله فكتبه على تنزيله والناسخ والمنسوخ ، فبعث إليه أبو بكر أن اخرج فبايع ، فبعث إليه أني مشغول فقد آليت بيمين أن لا أرتدي برداء إلا للصلوات حتى أؤلف القرآن وأجمعه ، فجمعه في ثوب وختمه ثم خرج إلى الناس وهم مجتمعون مع أبي بكر في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله فنادى عليه السلام بأعلى صوته : أيها الناس إني لم أزل منذ قبض رسول الله صلى الله عليه وآله مشغولا بغسله ثم بالقرآن حتى جمعته كله في هذا الثوب ، فلم ينزل الله على نبيه آية من القرآن إلا وقد جمعتها كلها في هذا الثواب ، وليست منه آية إلا وقد أقرأنيها رسول الله صلى عليه وآله وعلمني تأويلها . فقالوا : لا حاجة لنا به عندنا مثله . ثم دخل بيته فقال عمر لأبي بكر : أرسل