نام کتاب : أقسام المولى نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 36
القدس ما نصرتنا بلسانك " [1] . فلولا أن النبي عليه وآله السلام أراد بما ذكره في ذلك المقام النص على إمامة أمير المؤمنين عليه السلام على حسب ما صرح به حسان في هذا المقال ، لما دعا له النبي ( صلى الله عليه وآله ) بالتأييد ، ومدحه من أجله وأثنى عليه . ولو كان عليه وآله السلام عنى غيره من أقسام المولى ، لأنكر على حسان ولم يقره على ما اعتقده فيه ، وبين له غلطه فيما حكاه ، لأنه محال مع نصب الله تعالى نبيه للبيان ، أن يشهد بصحة الباطل ، وهو على الضلال أن يمدح على الغلط من الاعتقاد . وفي شهادته عليه وآله السلام بصدق حسان فيما حكاه ، ونظمه الكلام بمدحه عليه ، ودعائه له بالتأييد من أجله على ما بيناه ، دليل على صحة ما ذكرناه ، وشاهد على أن المولى عبارة في اللغة عن " الإمام " لفهم حسان والجماعة ذلك منها بما شرحناه . ومن ذلك ما تطابقت به الأخبار ، ونقله رواة السير والآثار ، ودونه حملة العربية والأشعار ، من قول قيس بن سعد بن عبادة [2] ، سيد نقباء رسول الله صلى الله عليه وآله من الأنصار رحمه الله ، ومعه راية أمير المؤمنين عليه السلام ، وهو بين يديه بصفين في قصيدته اللامية التي أولها :
[1] تذكرة الخواص : 33 ، وكفاية الطالب : 17 ، ومناقب أمير المؤمنين للخوارزمي : 81 ، ومقتل الحسين للخوارزمي أيضا : 47 ، وفرائد السمطين 1 : 61 . [2] قيس بن سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة الأنصاري الخزرجي الساعدي يكنى أبا الفضل ، وقيل : أبو عبد الله ، وقيل : أبو عبد الملك ، كان من فضلاء الصحابة وأحد دهاة العرب وكرمائهم ، وكان من ذوي الرأي الصائب مات سنة تسع وخمسين ، وقيل : سنة ستين من الهجرة . أسد الغابة 4 : 215 .
36
نام کتاب : أقسام المولى نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 36