نام کتاب : إقبال الأعمال نویسنده : السيد ابن طاووس جلد : 1 صفحه : 70
ومواهب غاليات ، وطي بساط الغضب والعتاب والعقاب ، والاقبال على صلح أهل الجفاء لرب الأرباب . فينبغي أن يكون نهوض المسلم العارف المصدق بهذه المواهب إلى دخول دار الضيافة بها على فوائد تلك المطالب بالنشاط والاقبال والسرور وانشراح الصدور ، وإن كان قد عامل الله جل جلاله قبل الشهر المشار إليه معاملة لا يرضاها ، وهو خجلان من دخول دار ضيافته أبواب كثيرة بلسان الحال : ولدار هذه الضيافة أبواب كثيرة بلسان الحال : منها باب الغفلة فلا تلم به ( 1 ) ولا تدخل منه ، لأنه باب لا يصلح الا لأهل الاهمال ، وإنما يدخل من الباب الذي دخل منه قوم إدريس وقوم يونس عليهما السلام ، ومن كان على مثل سوء أعمالهم وظفروا منه بآمالهم . ويدخل من الباب الذي دخل منه أعظم المذنبين إبليس ، قال جل جلاله : ( اخرج منها فإنك رجيم * وان عليك لعنتي إلى يوم الدين ) ( 2 ) ، فدخل عليه جل جلاله من باب تحريم الأياس والقنوط من رحمته وقال : اجعلني من المنظرين ، فظفر منه جل جلاله بقضاء حاجته وإجابة مسألته . ويدخل أهل العصيان من كل باب منه عاص ، انصلحت بالدخول منه حاله وتلقاه فيه سعوده واقباله ، ويجلس على بساط الرحمة التي اجلس عليه سحرة فرعون لما حضروا لمحاربة رب الأرباب ، فظفروا منه جل جلاله بما لم يكن في الحساب من سعادة دار الثواب . ويكون على الجالس المخالف لصاحب الرسالة آثار الحياء والخجالة ، لأجل ما كان قد أسلف من سوء المعاملة لمالك الجلالة ، وليظهر عليه من حسن الظن والشكر للمالك الرحيم الشفيق كيف شرفه بالاذن له في الدخول والجلوس مع أهل الاقبال والتوفيق إن شاء الله تعالى .
1 - ألم به : إذا نزل به . 2 - ص : 77 - 78 .
70
نام کتاب : إقبال الأعمال نویسنده : السيد ابن طاووس جلد : 1 صفحه : 70