responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إقبال الأعمال نویسنده : السيد ابن طاووس    جلد : 1  صفحه : 514


وارحم تضرعي فيمن تضرع من المتضرعين .
سيدي سيدي ، كم من فقير قد أغنيت ، فاجعل فقري فيما أغنيت ، سيدي سيدي ، ارحم دعوتي في الداعين ، سيدي وإلهي أسأت وظلمت وعملت سوء ، واعترفت بذنبي ، وبئس ما عملت ، فاغفر لي يا مولاي ، أي كريم أي عزيز أي جميل . ( 1 ) فإذا فرغت وانصرفت رفعت يديك ، ثم حمدت ربك ، ثم تقول ما تقدم عليه ، وسلمت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحمدت الله تبارك وتعالى والحمد لله رب العالمين .
اعلم أن يوم اطلاق الخلع من الملوك على الاتباع والأولياء ، هو يوم اشتغال من رحموه وأكرموه بالحمد ، والشكر والثناء ، وحماية جنابهم الشريف ، وبابهم المقدس المنيف ، عن كل ما يكدر صفو اقبالهم ، أو يغير احسانهم إليه .
فكن رحمك الله ذلك اليوم على أتم مراقبة لهذا اليوم ، المحسن إليك المطلع عليك ، فكذا عادة العبد الكريم الأوصاف ، يكون استرقاقه الانعام والاحسان ، أحسن سريرة وأكمل سيرة ، من يوم تستعبد فيه العبيد واللئام بالاستحقاق والهوان .
فلا تكون بالله مملوكا لئيما ، وقد مكنك أن تكون ملكا كريما ، فلا أقل من حفظ اقباله عليك ومراعاة احسانه إليك مقدار ذلك النهار ، واختمه تتمة الأبرار الأخيار ، ببسط أكف السؤال واطلاق لسان الابتهال ، في أن يلهمك أن تكون معه ، كما يريد فيك ويرضى به عنك مدة مقامك في دار الزوال .
فليس ذلك بعزيز ولا غريب ، ممن أنهضك من ذل التراب ونطف الأصلاب ، حتى عرض عليك ان تقوم له مقام جليس وحبيب ، وأهلك لارتقاء مدارج العبادات ، والأكرمية عنده جل جلاله ، بالتقوى الذي هو أس العبادات وأساسها ، كما يقول عز من قائل : ( إن أكرمكم عند الله أتقيكم ) ( 2 ) .


1 - عنه البحار 91 : 29 . 2 - الحجرات : 13 .

514

نام کتاب : إقبال الأعمال نویسنده : السيد ابن طاووس    جلد : 1  صفحه : 514
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست