responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إفحام الأعداء والخصوم بتكذيب ما افتروه على السيدة أم كلثوم نویسنده : السيد ناصر حسين الهندي    جلد : 1  صفحه : 166


المقدوح عند كبار الأخبار ، وقد زاد فيه ابن عبد البر أو غيره من أسلافه الكذابين زيادات غريبة في هذا الباب لا يخفى فسادها على أولي الألباب ، قوله : ووضع يده على ساقها ، فإنه كذب بين لا يمترى في فساده أحد من المسلمين ، لأن وضع اليد على الساق يأنف منه كل عاهي ولو كان من الفجار والفساق ، فكيف جوز واضع هذا الأفك البين نسبته إلى عمر وهو عنده خليفة المسلمين .
ومن العجائب إن واضع هذا الكذب المهين ، قد نسب إلى سيدتنا أم كلثوم ( ع ) إنها مع صغرها شعرت بقبح هذا الفعل الشنيع وأنكرته على عمر فقالت :
أتفعل هذا وهددته بكسر أنفه ، ثم خرجت حتى جاءت أباها وأخبرته الخبر وقالت : بعثتني إلى شيخ سوء .
ولا يخفى على أولي الأحلام إن واضع هذا الأفك الجالب للملام قد فضح أمامه بين الأنام بافترائه عليه ، ووصمه بهذا الإجرام الموبق عند الخواص والعوام الذي لا تجترئ عليه الغاغة [1] المحتقبون لشنائع الآثام .
ومن آيات علو الحق على الباطل ، إن بعض الأعلام من علماء أهل السنة قد أعترف بفساد هذا الأفك البين ، قال العلامة سبط ابن الجوزي في كتابه - تذكرة خواص الأمة - في ذكر سيدتنا أم كلثوم ( ع ) ما لفظه : وذكر جدي في كتابه - المنتظم - : إن عليا بعثها إلى عمر لينظرها وإن عمر كشف ساقها ولمسها بيده .
قلت : وهذا قبيح والله لو كانت أمة لما فعل بها هذا ، ثم بإجماع المسلمين لا يجوز لمس الأجنبية فكيف ينسب عمر إلى هذا ، انتهى [2] .
ولقد حق بعد مطالعة هذا الكلام المظهر للكذب الصراح والبهت البواح ، أن يقال : أطف المصباح فقد طلع الصباح ، أما ما ذكره ابن عبد البر بقوله :
حدثنا عبد الوارث . . إلى آخره فواضح البطلان ، وظاهر الهوان ، لأن هذا الخبر



[1] الغاغة : الكثير المختلط من الناس .
[2] تذكرة خواص الأمة : 321 .

166

نام کتاب : إفحام الأعداء والخصوم بتكذيب ما افتروه على السيدة أم كلثوم نویسنده : السيد ناصر حسين الهندي    جلد : 1  صفحه : 166
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست