responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إفحام الأعداء والخصوم بتكذيب ما افتروه على السيدة أم كلثوم نویسنده : السيد ناصر حسين الهندي    جلد : 1  صفحه : 154


إنه ( ع ) هو الصديق الأكبر بنص النبي ( ص ) [1] ، وعلى كونه ( ع ) مع الحق والحق معه ، ودوران الحق معه حيث ما دار ، وهذا مما يخرج عمر عن دائرة الإسلام ويولجه في ذرافة الكفرة اللئام .
ولقد حق في حق ابن سعد ومن تبعه في تصديق هذه الحكاية الفضيعة التي أورثت تخجيلا وتشهيرا قوله تعالى : فليضحكوا قليلا ، وليبكوا كثيرا [2] ، ومن أعجب العجائب إن هذه الحكاية الموضوعة اشتملت على رد اعتذار علي ( ع ) بكلامه القبيح وأتى فيه في الأقسام الكاذبة واليمين الفاجرة المشتملة على لفظ الجلالة قائلا : إنك والله ما بك ذلك ، وهذه جرأة عظيمة ، وجسارة فخيمة ، وجريرة مزهمة ، وكبيرة موبقة ، وأشد من من ذلك إن عمر بعد تكذيبه لعلي ( ع ) بهذا القول الشنيع زاد جرأة على جرأة فقال : ولكن علمنا ما بك ، وهذا القول الشنيع عن قبول خطبة عمر ، والباعث على رده خائبا خاسرا كان غير ما أظهر علي ( ع ) ، وأن عمرا طلع على ما أضمره علي ( ع ) في نفسه ، وفي هذا القول أيضا تكذيب الإمام المعصوم ، أدعى علم الغيب المحجوب والاطلاع على ما في النفوس والقلوب ، وهو في هذا الخبر المكذوب من أكبر النقائص والعيوب .
ومما يورث العجب عن عمر يخبر عليا ( ع ) بما أخفاه هو في قلبه خوفا من عمر وعلمه عمر بصفاء ضميره وكشفه ، فليته بين الأمر المخفي في قلب علي عليه حتى يمكن لأوليائه وأعدائه يتميز الحق من الباطل ولا يبقى محل لتعارض الظنون من تعارك الأوهام .
ومن أعجب العجائب إن هذه القصة المكذوبة قد اشتملت على أمر فضيع بالغ من الفضاعة إلى أقصى الحدود وهو أمر علي ( ع ) بتزيين أم كلثوم ( ع ) وإرسالها مع بردها إلى عمر ، إلى آخر الحكاية الشنيعة التي حاكها الواقدي على هذا منوال النصب والعدوان ، فإن مضمونها مشحون بأنواع الأكاذيب المختلقات ،



[1] الغدير 2 : 312 . الصواعق المحرقة : 74 . كفاية الطالب : 123 . فضائل الخمسة 2 : 87 - 9 .
[2] سورة التوبة .

154

نام کتاب : إفحام الأعداء والخصوم بتكذيب ما افتروه على السيدة أم كلثوم نویسنده : السيد ناصر حسين الهندي    جلد : 1  صفحه : 154
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست